الثلاثاء، 29 يناير 2013

قــرقــرة الامــعاء وقــرع الطناجـــــر


قــرقــرة الامــعاء وقــرع الطناجـــــر

لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ.....بل اسقني بالعز كأس الحنظل

    هل بدأت امعاء ابناء الموظفين تقرقع، وهم يعيشون تحت خط الفقر بوجود راتب منتظم في اول كل شهر. فكيف حالهم وهم يدخلون على ابواب الشهر الثاني من دون راتب وهم مطالبون بدفع ما عليهم من مستحقات والتزامات .كيف حالهم وهم لا يستطيعون توفير الاساسيات لأبنائهم من اكل وشرب ومصاريف ونحن نعيش غلاء للأسعار غير مسبوق.

   فعندما لا يجد الموظف ثمن المواصلات في جيبه ولا ثمن حليب اطفاله .... كيف به ينجز عمله وكيف للمدرس ان يركز في حصته وهو يفكر في التزاماته التي ليس لها حدود . قيل للإمام الشافعي حين نفد الطحين في منزله وقد أخبرته الجارية بذلك .. يا أبا محمد الطحين نفد، فقال: كان في رأسي ألف مسألة ومسألة حتى قالت الجارية الطحين نفد فلم أستطع أن أفكر في شيء .. اذا كان هذا حال الامام الشافعي فكيف بحال الموظف وبماذا  سيفكر............؟

     اما النقابات تعيش في زمان غير زمان الموظفين ومكان غير مكان الموظفين ولا يكاد يراهم الموظف الاعلى شاشات الفضائيات يدعون للصبر والتحمل . فهل يلام الموظف اذا حمل طنجرته وقرعها على اسماع الناس لعلهم يسمعوا صوت امعاء ابناءه الصغار وهم يئنون من الجوع .

    فلماذا توجد النقابات اذا لم تدافع عن حق الموظف في الحصول على راتبه في موعد محدد بداية كل شهر . ام ان النقابات لاحول لها ولا قوة والمشكلة اكبر من الجميع والجميع مطالب بالبحث عن حلول، وهل يعقل ان يعيش الناس كل هذا الالم  بدون وضوح رؤية للمستقبل .ام ان هذا الوضع مدبر ومقصود ان يبقى الناس شغلهم الشاغل الراتب.

    فاذا كانت الازمة مستفحلة وعمرها شهور ونحتاج الى الكثير من المال من اجل تسديد المستحقات والامر بهذه الصعوبة  والكل يشكو سوء الحال والكل شَخص المشكلة والكل يعرف اسم الدواء ايضا.  والكل يعرف ان المال المدفوع من المانحين العرب والاجانب له ثمن سياسي وكل من يغرد خارج السرب يعاقب بقطعه. والكل يعرف بان الاحتلال يزداد تطرفا يوما بعد يوم ...فإلى متى يبقى الناس يعيشون تحت التصبير والبنج .

   لهذ لابد من رؤية وطنية شاملة تبحث جميع نواح الحياة وتصحيح مسار القضية عنوانها الوضوح والشفافية والابتعاد عن المثاليات والتذكر دائما باننا نعيش تحت الاحتلال، وعليه ان يدفع ثمن احتلاله وتحكمه في حياة الناس.

أ.عمار ابوزنيد
ابو حذيفه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق