الثلاثاء، 29 يناير 2013

بلد المعابر


بــــــــــلد المعــــــــــابـــــــر

يعمل الانســان من اجل كسـب رزقة وتوفير الحاجيات لأهله متنقل من مهنة لأخرى ومن مكان لأخر يبحث عن قوت عيــاله. والعــامل الفلسطيني حاله كحـال كل الناس يبحث عن رزقه بكل جد و نشاط لعله يوفـر لا اسرته حياة كريمة ومستقبل مشرق. فتجده يواصل اليل بالنهار باحثا عن رزقه.

وحيث قدر للفلسطيني ان يعيش حياة تختلف عن كل الشعوب فهو يعيش مرارة الاحتلال الذي شرد اكثر من نصف الشعب واستولى على اكثر من ثلثي مساحة فلسطين التاريخية .مما اضطر الناس ان يتوجهوا للعمل في اراضي المحتلة عام 48 معتمدين اعتمادا كاملا على العمل في البناء و الزرعة ... حيث  بد  صاحب المزرعة بهجر مزرعة وباعل التاجر متجره والموظف استقالة من عمله والطالب  ترك مدرسته باحثا عن لقمة العيش، تكون لدينا جيش  من العمال .

وبعد ان اصبح الناس يعتمدون على العمل كمدخل للرزق قلة الخيارات لديهم وزاد عددهم عن امكانيات المجتمع المحلي واغلقت امامهم اسواق العمل في الدول العربية فاصبحوا بين مطرقة الاحتلال وسنديان الرزق. مما اضطرهم لتحمل الكثير من التعب والالم والسجن والغرامات...   من اجل الوصول للعمل في الداخل الفلسطيني المحتل والمحظوظ منهم من  تنطبق عليه شروط الحصول على تصريح الدخول والبقية مضر الى الدخول عن طريق " اللفة" وتحمل صعوبة الطريق ومرارة المبيت بحيث اصبح الجهد  المبذول في العمل اقل بكثر من الجهد المبذول في الوصول الى العمل.

اما اصاحـب الحظ الـسعيد الذين يحصلون على تصريح الدخول فلهم من الالم والتعب نصيب .حدثني احهم بانه يبدا الاستعداد للذهاب للعمل بعد الساعة الواحد بعد منتصف اليل ليتوجه الى المعبر لعله يكون من اول الوصلين واذا امامه طابور   طويل من العمال ومن يتأخر يقف في طابور له اول وماله من اخر .

ما ذكر سابقا ربما لا يشكل كل الحقيقة فلك ان تتصور انسان يكسر ضلعه من الزحام او يفقد عينه او يضيق نفسه  ... وهو يزاحم من اجل الوصول الى "المعاطة" لتبدا اجراءات الفحص والتفتيش .فهو يقض الساعات الطويلة  قبل الدخول الى المعبر في الانظار تحت السماء متحمل انخفاض درجة الحرارة و شدة البرد وسرعة الرياح واقفا على قدميه ينظر دوره.

فأي حال يعيش العامل الفلسطيني واي مشاعر يحمل في صدرة واي مستقبل يستشرق وعن اي الم يتحدث وعلى اي قهر يصبر .فأمام كل هذه المعاناة لابد للجميع ان يتحمل المسؤولية في مساعدة هؤلاء بالحصول على حقهم في العمل الكريم وتخفيف معاناتهم وتسهيل دخولهم للعمل. ولابد من المعنين بحقوق الانسان و العامل ووسائل الاعلام ان يتوجهوا الى هذه المعابر ويقفوا على حقيقة هذه المعاناة ونقل تلك الصورة للعالم ليروا كيف يعذب الفلسطيني وكيف يهان هو يبحث عن قوت اولاده.

أ.عمار ابوزنيد
ابو حذيفه

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق