الثلاثاء، 29 يناير 2013

التنافس و التوافق


التنافس و التوافق

منذ ظهور التجمعات السكانية و على مر الزمان ظهرة فكرة القيادة وظهر من يتحمل المسؤولة ومن لا يرغب بها وبعد ان كثر تجمع الناس واصبحت التجمعات كبيرة وزاد الاستقرار السكان , زادة حاجة الناس الى من يقود المسيرة.

السؤال المطروح ما هو الافضل لرعاية مصالح المجتمع  التنافس ام التوافق ؟  وللإجابة على هذ السؤال لابد ان ننظر الى الفكرتين من منظور استراتيجي وليس من منظور مرحلي ينتهي بعد حين .

من المعروف ان ما يميز المجتمعات هو مستوها الثقافي وكيف تتعامل هذه المجتمعات مع واقعها .ولكي يستطيع المجتمع التعافي من امراضه لا بد ان يكون حرا مالك لقرارها مستقلا في شؤونه ,ولكون هذا الشرط غير متوفر في الحالة الفلسطينية بسبب الاحتلال الكاتم على انفاس الناس والمسيطر على ادق الاشياء. كيف لهذا الشعب ان يتدبر امره ويسير قافلته نحو بر الامان؟.

 اسلوب التوافق يستخدم في حال اجماع اغلب الناس على برنامج واحد او في حال عزوف الناس عن المشاركة وتقارب البرامج وهذ قد يتحقق في مجتمعات اشبعت جميع احتياجاته الاساسية واصبحت تنظر لكماليات الحياة وترف المعيشة  واصبح الفارق بسيط بين البرامج.

اما الشعوب التي تسير في اول الطريق فلابد لها من اثراء تجربتها بالتنافس واختيار البرنامج الاصلح واعطاء النخب الثقة والفرصة لطرح افكارها وخبراتها لخدمة  مجتمعهم وتشجيع الشباب على المنافسة وحثهم على استغلال طاقاتهم بشكل ايجابي.

ولعل بعض الاحزاب والمؤسسات المجتمع المدني تستخدم التوافق للملمت افرادها والمحاولة الاستحواذ على القرار بحجج شتى منه الظروف ومنها المصلحة العليا ومنها عدم نشر الغسيل – مع ان الغسيل الذي لا يتعرض للشمس بعفن والشمس لا تكون في داخل الغرف المظلمة- لهذ اصبح لدى بعض الناس حساسية كبيرة من مصطلح التنافس وكل من يحاول ان يغير او يطرح فكرة جديد يلاقى بصعوبات لا حد لها.

قد يجد من يستخدم  التوافق سهولة في ادارة المرحلة وقد يسهل عليه السيطرة واستغلال النفوذ ..., ولكن بعد حين يجد الامر معكوسا فبأسلوب لملمت الاورق تكون قد اغفلت حقيقة الناس في حبهم لتنافس والتجديد وهذا ما يفسر بعد حين ظهور مراكز قوى متعددة وتشتيت الكلمة وتبعثر الصف, لان الجميع فقد الثقة بالجميع واصبح الكل يفكر بالانا  ,دون النظر للمصلحة العامة.

ومن خلال الملاحظة من يستخدم اسلوب التوافق ينتج نفسه او من يفكر بطريقته في كل توافق, وهذا ما يجعله دائما موجود بشكل او بأخر. مما ينتج استثناء الاخرين وتجاهل خبرتهم وتعطيل حالة الابداع والتجديد.

من هذا الباب على العقلاء تصحيح المسار وابعاد هوى النفس والعمل على غرس روح التنافس والتعود على ثقافة استيعاب وجهة النظر الاخرى وتركة ثقافة التفرد في القرار.
أ.عمار ابوزنيد
ابوحذيفة
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق