الثلاثاء، 29 يناير 2013

محمود السرسك رافض التطبيع


 محمود السرسك رافض التطبيع

كرة القدم اللعبة التي يعشقها الكثيرون لدرجة ان كثير من عشاقها يجدولون حياته اليومية حسب مواعد بثها ولهم وهجه نظرهم  في هذا الشوق المفرط. وحيث ان هذه اللهبة غزة عقول الكثيرين واصبحت من اهم اولوياتهم واصبح الناس يصنفون انفسهم حسب اسماء الفرق العالمية والمحلية . وقد تجد في البيت الواحد هذا التباين وقد تجده في اغلب الجالسات ولك ان تتصور حجم الازعاج من الاصوات المنبعثة اثناء المباراة والاصوات والاحتفالات بعد النتيجة ؟!!!!!!!!

ما يهمنا في هذا المقال هو لاعب كرة القدم محمود السرسك هذه البطل الفلسطيني عاشق كرة القدم منذ طفولته . لكن عشق كرة القدم لم يتجاوز حده الطبيعي عنده ,حيث حب فلسطين كان اكبر بكثير من هذه اللعبة فلم يتردد في رفض دعوة نادي برشلونا في مباراة الكلاسيكو مع فريق ريال مدريد وسبب ليس كرها في الحضور او المشاركة والوقوف اما كمرات التلفزة العالمية والتقاط الصور التذكارية مع المشاهير اوالعيش في افخم الفنادق الاسبانية.

هذا البطل رفض كل ذلك وغيره الكثير لأنه رفض مساوة الضحية بالجلاد رفض مساواة طالب الحرية بالظالم رفض مساواة صاحب الحق بالمغتصب رفض مساواة صاحب الحق في فلسطين بالمحتل ورفض مسواة السجان بالسجين لأنه صاحب حق رفض كل هذا ولم يلفت الا لفلسطين.

كثيرون من عرض عليهم أقل من ذلك بكثير و انغمسوا في وحل التطبيع واصبح لا يحلو لهم الا الحديث الا مع الجلاد ولا يطيب لهم الاكل الا في مطاعم "هرتسيليا "او الغوص في البحر الاحمر على شواطئ أم الرشراش او حضور الاحتفال الصهيونية وكأن تبادل التهاني في المناسبات بينهم اصبح من اهم الواجبات ومن اقدس المقدسات وهناك الكثير من اشكال التطبيع مع العدو التي نعرف عنها وهناك اشكال لا نعرف عنها...

الانسان منا حينما يحمل هم شعبه و قضيته لا يمكنه ان  يقبل بالتساوي مع عدوه وكيف يقبل بطل مثل محمود الذي خاض اضراب عن الطاعم  مدة 96 يوما بعد اعتقال اداري ثلاث سنوات في سجون الاحتلال ان يجلس بجوار شاليط الذي اسير من دبابته وهو مشهر سلاحه في وجهه اطفال غزة ونسائها وكيف له ان ينسى معانة اخوانه في سجون الاحتلال وكيف ينسى معاناة شعبة في المخيمات واللجوء كيف ينسى قهر الاحتلال وسطوت جلاديه.

هذا الانسان العظيم يمثل ظاهرة وقدوة يحتذى بها في حبه لدينه ووطنه وكرامة شعبه وهذا التصرف العظيم الذي رفض فيه ان يقارن بين صاحب الحق و مغتصبه امام العالم يستحق منا كل تقدير والاحترام و لا يجوز ان نمر عليه مر الكرام. إمانا منا بحقنا في فلسطين ورفضنا لاحتلال وما نتج عنه.

أ.عمار ابوزنيد

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق