الثلاثاء، 29 يناير 2013

شَبَـــــــابِــهِ فـِيـمَـــا أَبْـــــــــــلاهُ


شَبَـــــــــــــــــابِــهِ فـِيـمَـــا أَبْـــــــــــــــــــــــلاهُ

 

 

عَــنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " لا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ : عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ , وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ , وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ , وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ " .

 عمــر الانســان اذا نظرنا اليه من منظار القوة والقدر على العمل فهو ثلاثة اجزاء اولها طفل لا حول ولا قوة له معتمد اعتمادا كاملا على غيرة و الجزء الثاني هو فترة الشباب ,وفترة الشيخوخة والكبر . عندما نتحدث عن الشباب نحتاج الى الكثير من الجهد  والوقت والمساحة لِمَ  للشباب من اهمية بالغة  وقيمة عظيمة. تحدثت عنها الكثير من النصوص القرآنية والاحاديث النبوية والامثال والحكم التي يصعب سردها في هذه العجالة .
فالشــباب هم امل الامة وبهم تقاس قوتها وتحدد موقعها  من خلالهم بين الامم  . فاذا كان الشباب هم عصب الامه فلا بد من  تسهيل طريقهم و تبصيرهم بالواجبات الملقاة على عاتقهم وتدريبهم على تحمل مسؤولياتهم ومواجهة المستقبل بكل امل وتفاءل ووضوح في الرؤية .

 
فــاذا كنت ستسأل  عن عمرك مرتين امام الله فلا بد لك من التحضير للإجابة  لتضمن النجاح في الامتحان وتفوز بجنة الرضوان والا خسرت الكثير . ولابد من بدء  مشوار الحياة ومواجهة الصعاب و القبول بالتحدي والبحث عن الحلول الإيجابية وتركيز على الاهم ثم الاقل اهمية.

 يصــح كل ما قيل سابقا في حق  شباب الامه بشكل عام, اما الشباب الفلسطيني فأمامهم الكثير من التحديات التي يفرضها علية واقع الحال وتحديات المرحلة .فهو يولد وتتفتح عيناه فيرى بشاعة الاحتلال وظلمه فيكبر وتكبر معه  همومه وهو ينظر الى ارضه يزرعها المستوطن ثم يفرض عليه شراء ثمارها ومنتجاتها . والا عليه ان يموت جوعا او يعيش بحال اهل الكهف قبل الاف السنين .

 امــام صعوبة كل هذا نجد بعض الشباب لاهي لاهم له الا كرة القدم ومتابعة اخبار الفن الموضة تراه يسهر الليل و ينام النهـار, كأن النهار لم يخلق للبحث عن الرزق والليل للراحة وتجديد الهمة ليوم قادم به ما به من التحديات والآمال . فاذا فرض على الشباب الذي يعيش في ظروف طبيعية ان يعمل ويجتهد وفي شبابه ويستغله في طاعة الله قبل الهرم  ,فكيف بمن فرض عليه التحدي قبل ميلاده بعقود .

وان تحدثنا عن هذه الشريحة من الشباب فهناك من هم طلائع بين قرنائهم وهم يبلون شبابهم في طلب العلم و تحدي الصـعاب كما ان منهم من ابلاه   في خدمة دينه ووطنه ,فأبلاه متنقلا من زنزانة لأخرى  ومن معتقل لأخر و  طلب الرزق امــام الابواب المؤصدة .عندما تراه تجده قد شاب  وظهرت عليه ملامح الشيخوخة وانت من ولدت معه في نفس العام ودرست  معه في نفس الصف وربما جلست بجواره في نفس المقعد . رغم كل هذا هم الفائزون وهم اصحاب المراتب العلى هم افصــح النــاس لســان امـام الله وهـو يسـألهم عن شبـابهم فيما ابلــوه ، ولعـل جـدران الزنزانة  تـأتي لتجــيــب وقـد يسبقـــها القــيد وقـد يسبقــها البرش وقـد تسبقـها اشــياء اخرى ... .. تتدافـع للإجـابة امــام الله عز وجـل لتعـفـي صـاحبــها  من كـــــــل ذلــــك. فـهنيـــــئا لهم ذلــــك الحـــــــال .

 

 

أ.عمار ابوزنيد

ابوحذيفة

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق