توصيف المشكلة والبحث عن الحال
يختلف الناس في
تعاملهم مع مشكلاتهم حسب اهمية المشكلة ومن الطبيعي ان يُبدا بالتعرف على المشكلة
وتوصيفها ومعرفة اسبابها و التعرف عليها والتعرف على ملحقاتها و ادواتها ومعرف حدود المشكلة والفئة المتأثرة بها .
من الطبيعي بعد معرفة
المشكلة البحث عن الحل والبدء بتجربة الحلول واختيار انجعها في حل المشكلة وعدم
الاكتفاء بالتوصيف المشكلة فالكثير من الناس همه فقط التحدث عن المشكلة وتوصيفها
اكثر من طرح حلول لها فانت تسمع له الكثير من المداخلات والتعليقات وتخرج بنفس النتيجة دون ان يطرح
عليك حلا .
وهذه الظاهر غزة
الكثير من السياسيين والمفكرين العرب بحيث اقتصر حالهم على توصيف المشكلة فقط وتذكير
الناس بضعفهم وقلة الحيلة و صعوبة الوضع والكثير من المصطلحات التي لها اول مالها
من اخير في الوهن والضعف، ومنهم من تطور قليلا، فطرح علينا حلول غاية في التعقيد
يصعب على كاتبها فهمها او تطبيقها.
فنحن نعيش واقع
ملئ بالتحديات والعالم يتقدم بسرعة الضوء والاحداث تتسارع والزمن لا ينتظر بطئ الحركة ثقلي الوزن فإلى متى نبقى نندب حظنا
ونتحدث عن مشكلتنا وكلما وصفنها بوصف وجدنا نفس النتيجة وكأننا نعيش في حلقة مفرغة
تداخلت فيها البداية مع النهاية.
هذا النمط من
التفكير تمدد وانتشر في ثقافة المجتمع حتى ان بعض الناس يتحدث عن مشكلة بسيطة
تواجه ايام كثير ويبذل الوقت والجهد وهو
يُوصف المشكلة ليكتشف ان الحل يحتاج فقط الى شيء قليل من الوقت والجهد .
اكثر ما يأخر في
حل المشكلة هو عدم البدء في اختيار الحلول و تجريب الانسب منها
والاستفادة من التغذية الراجعة واخذ
زمام المبادر وتركت اللطم على الخدود والشعور بالعجز وعدم القبول التحدي وترك الاخرين يختارون لنا الحلول وفرضها علينا
فنحن أصاحب الحق واهل الارض ونحن فقط من يحق لنا العيش على ترابها.
وللأسف فالبعض يصر
على طريقته في حل المشكلة رغم يقينه بفشل ادواته
واستنفاذه الوقت الكافي في تجريبها. فهل يعقل ان نبقى نجرب المجرب ونكرر
المكرر لنكتشف اننا امام خيار واحد ووحد لا يسمح بتجريب غيره من الحلول .
ابو حذيفة