الثلاثاء، 29 يناير 2013

توصيف المشكلة والبحث عن الحل


توصيف المشكلة والبحث عن الحال

يختلف الناس في تعاملهم مع مشكلاتهم حسب اهمية المشكلة ومن الطبيعي ان يُبدا بالتعرف على المشكلة وتوصيفها ومعرفة اسبابها و التعرف عليها والتعرف على  ملحقاتها و ادواتها  ومعرف حدود المشكلة والفئة المتأثرة بها .

من الطبيعي بعد معرفة المشكلة البحث عن الحل والبدء بتجربة الحلول واختيار انجعها في حل المشكلة وعدم الاكتفاء بالتوصيف المشكلة فالكثير من الناس همه فقط التحدث عن المشكلة وتوصيفها اكثر من طرح حلول لها فانت تسمع له الكثير من المداخلات  والتعليقات وتخرج بنفس النتيجة دون ان يطرح عليك حلا .

وهذه الظاهر غزة الكثير من السياسيين والمفكرين العرب بحيث اقتصر حالهم على توصيف المشكلة فقط وتذكير الناس بضعفهم وقلة الحيلة و صعوبة الوضع والكثير من المصطلحات التي لها اول مالها من اخير في الوهن والضعف، ومنهم من تطور قليلا، فطرح علينا حلول غاية في التعقيد يصعب على  كاتبها فهمها او تطبيقها.

فنحن نعيش واقع ملئ بالتحديات والعالم يتقدم بسرعة الضوء والاحداث تتسارع والزمن لا ينتظر  بطئ الحركة ثقلي الوزن فإلى متى نبقى نندب حظنا ونتحدث عن مشكلتنا وكلما وصفنها بوصف وجدنا نفس النتيجة وكأننا نعيش في حلقة مفرغة تداخلت فيها البداية مع النهاية.

هذا النمط من التفكير تمدد وانتشر في ثقافة المجتمع حتى ان بعض الناس يتحدث عن مشكلة بسيطة تواجه ايام كثير ويبذل الوقت والجهد  وهو يُوصف المشكلة ليكتشف ان الحل يحتاج فقط الى شيء قليل من الوقت والجهد .

اكثر ما يأخر في حل المشكلة هو عدم البدء في اختيار الحلول و تجريب  الانسب منها   والاستفادة من التغذية الراجعة  واخذ زمام المبادر وتركت اللطم على الخدود  والشعور بالعجز وعدم القبول التحدي  وترك الاخرين يختارون لنا الحلول وفرضها علينا فنحن أصاحب الحق واهل الارض ونحن فقط من يحق لنا العيش على ترابها.

وللأسف فالبعض يصر على طريقته في حل المشكلة رغم يقينه بفشل ادواته  واستنفاذه الوقت الكافي في تجريبها. فهل يعقل ان نبقى نجرب المجرب ونكرر المكرر لنكتشف اننا امام خيار واحد ووحد لا يسمح بتجريب غيره من الحلول .

 أ.عمار ابو زنيد
ابو حذيفة

الشهيد أشرف ابوذريع


الشهــيد أشـرف ابـو ذريــع

"كــله في سبيــل الله بيهـــــــــون"

عندمـا تتذكر الشهـداء تطير بكل الذاكرة الى اماكن كثيره بعضها بعيـد والاخر قريــب ،ليسرح خيالك في عالـم الابطـال وترى بصيرتُـك اكثر ما يستطيـع ان يراه بَصـرُك ، وتتزاحم الافكـار الى ذهنـك و يبدا يعاصرك الالـم، وتنفجر مشـاعـرك وتَظّـرف عيونـك الالـم دمعـاً على رجـال اصـابهم من الالـم ما اصـابهم، وتحملـوا ما تـنوؤوا عن حَملِـة الجبال ولكنهـم حملوه بكل فرح وامـل بكل محبـة ويقيقـن بكل عز وفخـار ،حملـوه وهم يسـرون على طريق ناصـع البياض واضـح المعالـم يتسـع لكـل من عليـت همتـه واتجـه نحو ربـه بكل كينونتـه طالبـا رضـاه.  موقينا "كله في سبيل الله بيهون"

"كــله في سبيــل الله بيهـــــــــون"

 هـذه الكلمـات خرجت من نفس عاليـة الهمة موقنـة بان فلسطيـن كل فليسطيـن لنا بيــتاً وان كل ذرة تراب لنـا مُلكـاً وان كل قطر مـاء لنا رواءاً ،وان كـل طلـت قمر لنا امـلاً ،وان كـل شعاع شمس لنا دفـئاً ، وان كل شجر لنا ظـلاً ، وان كل زهر لنا جمـالاً ،وان كل صخرة لنا قـوة ،وان كل مقام للصحابة لنا قـدوة وان كل قطـرة دم مزجـت بارض فلسطين لنا نـورا، وان كل شهيـد لنـا منـارة نهتدي بهـا ،وان لنـا موعداً مع كـل هذه عسى ان يكـون قريـب.

"كــله في سبيــل الله بيهـــــــــون"

كيـف لنا ان نتحـدث او نكتـب او نعلـق امـام هؤلاء الرجـال الذين عرفوا قيمـة الحيـاة فتركوهـا وعرفوا قيمـة الجنة فحبوهـا ،وعرفوا الطريـق فسـاروا فيه ،وعرفوا المعيقـات فاستعدوا لها بكـل عزم ، موقنين ان نصـر الله  قادم وان اللقـاء سيتـجدد في مقعد صـدق ،عـند ذي العرش المكيـن ،بصحبـة الانبيـاء والشهـداء والصحـابة كيـف بهـم وهم يـميلون يمينـاً فيسلـموا على المصطفـى صلى الله علية وسلم ويميلـون شمـالاً فيسلمون على ابو بكر وعمر واخوانهـم الشهداء السابقين، وينظـرون الى اعلى فيـرون وجـه الله في جنـات عدن،  فيعطشـون فيشربـون من يــد المصطفى صلى الله علية وسلم، فيـتذكروا اخوانهم فإذا بهم على الحـوض يتزاحمـون والصحـابة اليهم يتسـارعون للإلقاء السـلام والتحية، فيـجوعون فاذا بالثمار تلفـهم والطعام يُحيّـهم والانهار تنتـظرهم والحــور تبتسـم للقائـهم مستبشـرةً بنور وجوههـم. 

"كــله في سبيــل الله بيهـــــــــون"

لك الله يا شعب الشهداء لك الله يا شعب الاسرى لكل الله يا شعب الجرحى لك الله يا شعب المهجرين لك الله يا شعب فلسطين.

"كــله في سبيــل الله بيهـــــــــون"

أ.عمار ابوزنيد

ابوحذيفة

22/1/2013

بلد المعابر


بــــــــــلد المعــــــــــابـــــــر

يعمل الانســان من اجل كسـب رزقة وتوفير الحاجيات لأهله متنقل من مهنة لأخرى ومن مكان لأخر يبحث عن قوت عيــاله. والعــامل الفلسطيني حاله كحـال كل الناس يبحث عن رزقه بكل جد و نشاط لعله يوفـر لا اسرته حياة كريمة ومستقبل مشرق. فتجده يواصل اليل بالنهار باحثا عن رزقه.

وحيث قدر للفلسطيني ان يعيش حياة تختلف عن كل الشعوب فهو يعيش مرارة الاحتلال الذي شرد اكثر من نصف الشعب واستولى على اكثر من ثلثي مساحة فلسطين التاريخية .مما اضطر الناس ان يتوجهوا للعمل في اراضي المحتلة عام 48 معتمدين اعتمادا كاملا على العمل في البناء و الزرعة ... حيث  بد  صاحب المزرعة بهجر مزرعة وباعل التاجر متجره والموظف استقالة من عمله والطالب  ترك مدرسته باحثا عن لقمة العيش، تكون لدينا جيش  من العمال .

وبعد ان اصبح الناس يعتمدون على العمل كمدخل للرزق قلة الخيارات لديهم وزاد عددهم عن امكانيات المجتمع المحلي واغلقت امامهم اسواق العمل في الدول العربية فاصبحوا بين مطرقة الاحتلال وسنديان الرزق. مما اضطرهم لتحمل الكثير من التعب والالم والسجن والغرامات...   من اجل الوصول للعمل في الداخل الفلسطيني المحتل والمحظوظ منهم من  تنطبق عليه شروط الحصول على تصريح الدخول والبقية مضر الى الدخول عن طريق " اللفة" وتحمل صعوبة الطريق ومرارة المبيت بحيث اصبح الجهد  المبذول في العمل اقل بكثر من الجهد المبذول في الوصول الى العمل.

اما اصاحـب الحظ الـسعيد الذين يحصلون على تصريح الدخول فلهم من الالم والتعب نصيب .حدثني احهم بانه يبدا الاستعداد للذهاب للعمل بعد الساعة الواحد بعد منتصف اليل ليتوجه الى المعبر لعله يكون من اول الوصلين واذا امامه طابور   طويل من العمال ومن يتأخر يقف في طابور له اول وماله من اخر .

ما ذكر سابقا ربما لا يشكل كل الحقيقة فلك ان تتصور انسان يكسر ضلعه من الزحام او يفقد عينه او يضيق نفسه  ... وهو يزاحم من اجل الوصول الى "المعاطة" لتبدا اجراءات الفحص والتفتيش .فهو يقض الساعات الطويلة  قبل الدخول الى المعبر في الانظار تحت السماء متحمل انخفاض درجة الحرارة و شدة البرد وسرعة الرياح واقفا على قدميه ينظر دوره.

فأي حال يعيش العامل الفلسطيني واي مشاعر يحمل في صدرة واي مستقبل يستشرق وعن اي الم يتحدث وعلى اي قهر يصبر .فأمام كل هذه المعاناة لابد للجميع ان يتحمل المسؤولية في مساعدة هؤلاء بالحصول على حقهم في العمل الكريم وتخفيف معاناتهم وتسهيل دخولهم للعمل. ولابد من المعنين بحقوق الانسان و العامل ووسائل الاعلام ان يتوجهوا الى هذه المعابر ويقفوا على حقيقة هذه المعاناة ونقل تلك الصورة للعالم ليروا كيف يعذب الفلسطيني وكيف يهان هو يبحث عن قوت اولاده.

أ.عمار ابوزنيد
ابو حذيفه

 

 

قــرقــرة الامــعاء وقــرع الطناجـــــر


قــرقــرة الامــعاء وقــرع الطناجـــــر

لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ.....بل اسقني بالعز كأس الحنظل

    هل بدأت امعاء ابناء الموظفين تقرقع، وهم يعيشون تحت خط الفقر بوجود راتب منتظم في اول كل شهر. فكيف حالهم وهم يدخلون على ابواب الشهر الثاني من دون راتب وهم مطالبون بدفع ما عليهم من مستحقات والتزامات .كيف حالهم وهم لا يستطيعون توفير الاساسيات لأبنائهم من اكل وشرب ومصاريف ونحن نعيش غلاء للأسعار غير مسبوق.

   فعندما لا يجد الموظف ثمن المواصلات في جيبه ولا ثمن حليب اطفاله .... كيف به ينجز عمله وكيف للمدرس ان يركز في حصته وهو يفكر في التزاماته التي ليس لها حدود . قيل للإمام الشافعي حين نفد الطحين في منزله وقد أخبرته الجارية بذلك .. يا أبا محمد الطحين نفد، فقال: كان في رأسي ألف مسألة ومسألة حتى قالت الجارية الطحين نفد فلم أستطع أن أفكر في شيء .. اذا كان هذا حال الامام الشافعي فكيف بحال الموظف وبماذا  سيفكر............؟

     اما النقابات تعيش في زمان غير زمان الموظفين ومكان غير مكان الموظفين ولا يكاد يراهم الموظف الاعلى شاشات الفضائيات يدعون للصبر والتحمل . فهل يلام الموظف اذا حمل طنجرته وقرعها على اسماع الناس لعلهم يسمعوا صوت امعاء ابناءه الصغار وهم يئنون من الجوع .

    فلماذا توجد النقابات اذا لم تدافع عن حق الموظف في الحصول على راتبه في موعد محدد بداية كل شهر . ام ان النقابات لاحول لها ولا قوة والمشكلة اكبر من الجميع والجميع مطالب بالبحث عن حلول، وهل يعقل ان يعيش الناس كل هذا الالم  بدون وضوح رؤية للمستقبل .ام ان هذا الوضع مدبر ومقصود ان يبقى الناس شغلهم الشاغل الراتب.

    فاذا كانت الازمة مستفحلة وعمرها شهور ونحتاج الى الكثير من المال من اجل تسديد المستحقات والامر بهذه الصعوبة  والكل يشكو سوء الحال والكل شَخص المشكلة والكل يعرف اسم الدواء ايضا.  والكل يعرف ان المال المدفوع من المانحين العرب والاجانب له ثمن سياسي وكل من يغرد خارج السرب يعاقب بقطعه. والكل يعرف بان الاحتلال يزداد تطرفا يوما بعد يوم ...فإلى متى يبقى الناس يعيشون تحت التصبير والبنج .

   لهذ لابد من رؤية وطنية شاملة تبحث جميع نواح الحياة وتصحيح مسار القضية عنوانها الوضوح والشفافية والابتعاد عن المثاليات والتذكر دائما باننا نعيش تحت الاحتلال، وعليه ان يدفع ثمن احتلاله وتحكمه في حياة الناس.

أ.عمار ابوزنيد
ابو حذيفه

اهل الواجب


اهل الواجب

 

لو اردنا ان نبحث عن تعريف للواجب لاحتجنا الكثر من الوقت من اجل صياغة مفردات هذا المصطلح ولتسهيل الامر ومن اجل بساطة و الوضوح ارتئيت ان يكون تعرف من خلال المثال وليس من خلال المفردات وهذا المنهج متبع في كثير من الابحاث العلمية وكذلك يستخدمه اهل الفكر والمعرفة في كثير من المقالات المنشورة.

الشعور بالواجب يمكن ان ينظر اليه انه حالة من المشاعر والانفعال تتكون عند الانسان عند وجود منبه او حادثة تثير الانتباه فيتحرك الشعور بالواجب وتبدء النفس تدفع صاحبها نحو تقديم الواجب .هذا حال الكثيرين ممن يقدمون الواجب من دافع التأثير والاستجابة للمحفزات.

وهنالك من هم اهل الواجب بحيث انهم لا يحتاجون لمنبه لتقديم الواجب بهم من يبادرون ويتقدمون الصفوف لتقديم هذا الواجب فلا تلفت نظرك الا وهم  في مركز  الحدث يقدمون واجبهم بغض النظر عن درجة صلتهم بالحدث وهم لا يطلبون من احد شكر ولا رد معرف، بل يشعرون بانهم يؤدون  ما عليهم من واجب. فتجدهم دوما سعداء ،ذاكرتهم خالة من الماضي وسلبياته لا يتصرفون برد الفعل ولا يحتفظون بالذاكرة السلبية و اساءات الاخرين بل يحتفظون بالجانب الإيجابي .

بعده التعريف لا بد من ترتيب كيفية الاختيار اذا كان هناك اكثر من واجب في نفس الوقت وعلى اعلى اسس يمكن ان ترتب واجباتك  وبقدر ما تنحاز لاحدهما تكون انت كذلك فلينظر كل واحد منا كيف كان الرسول صلى الله علية وسلم يرتب واجباته وكذلك الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح لان لهذا الترتيب له ما بعده في الدنيا والاخرة ففي الدنيا تشعر براحة في النفس ومحبة من الاخرين وكذلك في الاخرة تكون من الفائزين بإذن الله.

قال تعالى  "قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين "  صدق الله العظيم

أ.عمار ابو زنيد

ابو حذيفة

قيمة من حولنا

 

قيمة من حولنا

كثيرة هي الاحداث من حولنا حيث يصعب علينا حصرها وهي تزاحمنا حياتنا لدرجة انها تأخذ منا احينا لحظة لا تعوض  وفرص لا تتكرر وكثرت تداخل هذه الاحداث تجعلنا في بعض الاحيان غير منطقيين او تطرنا للتصرف بشكل غير مقبول او اتخذا قرار قريب من الخطء ليس هذ تبرير بقدر ما هو توصيف لواقح الحال.

قد تسمح لنا الفرص بالعيش او التعرف على اشخاص كثيرين في هذه الحياة وحيث تنوعت المعارف تنوع الوعي و مدخلات المعرفة لهذا نجد انفسنا محتاجين للتعرف على كثير من الثقافات والاشخاص اما من باب التعرف او من باب المحبة لهم او ان وقع الحال جعلنا نتعرف عليهم.... .

حيث ان لكل انسان تجربته وقيميته في هذه الحياة لا بد من مراعات المشاعر في المعاملة والانتباه واعطائه الفرصة الكاملة. قد يقول بعضنا هناك اناس الاستماع لهم مضيعة للوقت وقتل للهمم وهذ قد يكون صحيح ولكن لو رجعنا لهذا الانسان بعد فترة قد تجده شيء اخر من المعرفة والتقدم في مجالات الحياة وتكتشف حينها انك كنت متسرع في الحكم وقد تحتاج لكثير من الوقت الجهد لتصلح ما افسده الدهر وقد لا تسعفك الفرصة لعمل ذلك .

يتعامل الواحد منا مع اناس كثيرين واناس قد لا تسمح لك الفرصة بالتعامل معهم مرة اخرى وتبقى تتذكر المواقف والاحداث وعندما ترجعك الذكرة الى تصرفاتهم وحكمتهم في التعامل وقدرتهم على التحليل وتقديرهم الامور. تجد نفسك مطرا لتذكر اقوالهم وحركاتهم وملامحهم لعلك تستنتج او تعرف ما كانوا يقصدون  وقد تصل بك الامور في بعض الاحيان ان تقول ليتني كتبت او صورة جميع حركاتهم وقد تقول ليتني لو لم اناقشهم وبقيت اسمع لهم ولم اقطع حبل افكارهم.

فهناك وأناس رغم غيابهم يقفزون دوما الى ذاكرتنا شئنا ام ابينا ونحن نتذكر اقوالهم ومواقفهم نشعر بقيمتهم الحقيقية  وكذلك نشعر بحاجتنا اليهم لكن قدر الله نافذ في خلقه فهناك من يموت وينسى وهناك من يموت ليحيى في عقول من حوله ليشك لهم منارة في ظلامات الايام وشبهات المعاصي .
أ.عمار ابوزنيد
ابو حذيفة
 

المفاجئات


المفاجئات

تحدث المعجزات من اجل تغير قناعات الناس بشكل جذري واحداث مفاهيم جديد وعقيدة لا يمكن اعتناقها بدون هذه المعجزات وهذا ما جاء به كل الرسول على مر الزمان . وبعد انقطاع الوحي ونشر الاسلام على يد النبي محمد صلى الله علية وسلم  انتهى عصر المعجزات وبقيه عصر المفاجئات.

 كثير ما نحتاج الى معجزات من اجل اقناع بعض الناس بمفاهيم اساسية بسيطة بل هي من ابسط القناعات .و قد لا نجد  وسائل لإقناع كثير من المثقفين – النخب السياسية-  وغيرهم بان هناك ارادة الاهيه وان هناك جنود لله  تؤيد وتسدد رمي المخلصين.

قد اجد في نفسي لهم عذرا او مبررا لان هؤلاء  لم يعرفوا  يوما معنى اللجوء الله وحقيقة  التوكل عليه وكيف يعرف الطعم الغذاء من لم يذقه يوما وكيف يصبر من لم يخلص يوما في قوله وعمله وكيف يعرف العزة من لا يطيل في قيام الليل و توجه الى الله تعالى.

لعل  المفاجئات التي تخرج علينا بين الحظة والاخرى من غزة العزة دليل على هذه الحقيقة و لك ان تتصور لو نافشة احد من هؤلاء قبل ايام من العدوان على غزة وقلت له غزة تستطيع اعلان عدم التجول في تل الربيع والقدس و بئر السبع وكل القرى والمدن المحتلة وما بعد تل الربيع !!!.

هل هذه المفاجئات كافية ام لايزال من ينتظر  ويتاج لشيء اخر ليقنعه؟ . الإجابة نعم. واكبر دليل على ذلك ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمؤيد بالوحي لم يستطيع تغيير قناعات المرجفين و المنافقين بل توفاه الله وهم على ذلك وان دل هذا على شيء يدل على ان هذا الطبع متأصل في بعض الناس ومحاولة نقاشهم لا تجدي نفعا.
فلا بد من احتمال هؤلاء والتلطف معهم والدعاء لهم بالخير لأننا ابناء شعب واحد وهم واحد ومصير واحد فالنصر لا يكون بالعدة والعتاد لوحدة بدون التجاء الى الله والتوجه اليه بالدعاء في الليل والنهار
أ.عمار ابو زنيد
ابو حذيفة
 

 

 

لا تحديث الناس الا واعينهم تنظر اليك


 
لا تحديث الناس الا واعينهم تنظر اليك

عنما تسمح الفرصة لشخص ان يتحدث للناس   عليه ان يعرف طبيعة الناس الذين يتحدث اليهم وكيف يستطيع ان يوصل فكرته لهم بشكل يستطيعون من خلاله ان يتفهموا ويتفاعلوا مع ما يسمعون ، وكلما كان الحب والاحترام موجد بين الطرفين زاد التفاعل والاقناع وكلما فرضة نفسك على الناس كلما زاد نفورهم منك واصبح صوتك يؤذي مسامع الحاضرين.

والغريب ان بعض الناس عندما يتحدث تجد همه الحديث وليس اقناع الناس برئيه فيكون هو في واد والناس في واد اخر وتصبح الكلمات والصوت المرتفع عبارة عن حالة انفعال مفتعله لا تمثل حقيقة الامر و  لا تعبر عن صدق المحتوى . لكن الامر والادهى من ذلك حينما يكون الحديث عن امور يعرفها كل الناس بل يعرفها الطفل قبل الشيخ والجاهل قبل العاقل وان شئت الموتى قبل الاحياء وان شئت ايضا الجماد قبل الاحياء ......

هذا حال كثير من الناس في هذه الايام يتحدثون بكلمات و مصطلحات هم لا يقتنعون بها او انهم لا يعرفون معنها . فعندما تتحدث عن حق ظاهر و واضح وضوح الشمس في كبد السماء ووضح القمر في منتصف الشهر.  لا بد ان تراعي وعي الناس ومشاعرهم و ان لا تتجاهل معانتهم ألامهم  والثمن الباهظ الذي دفعوه و لايزالون على ذلك، وهم يشعرون بالرضى لكل ما أصابهم  من ظلم وقتل وتهجير .

الغريب عندما تتحدث عن قضية فلسطين قضية كل فلسطيني وعربي ومسلم وحر في العالم لابد ان تكون على قدر كافي من المسؤولية وحريص كل الحرص على اختيار مفرداتك والتدقيق في كل عبارة لان ذلك يشكل حق لكل هؤلاء. فان تجاهلت هذا واستعملت كل الادوات الصوتية والعبرات المنمقة وغيرها من الادوات ... لا يمكنك ان تغير شئ بالمطلق و في هذه الحالة فقط تتعب نفسك وتجهد حنجرتك بدون جدوى فصاحب الحق أعرف به وأحرص عليه.

وانني على ثقة كبيرة بان الشعب الفلسطيني يعرف قضيته جيدا بل يحفر حقوقه في صون مدنه وقراه  بدمه ومعاناته  وصبره ولا يحتاج لمنظر او خطيب جمعة ليعرفه حدود وطنه او حدود حقه في فلسطين ويطلب منه التنازل عن شئ من ذلك  او ان ينسى مكان ولادته و منبت طفولته و غرس شبابه و حكمة كبيرة في فلسطين .

لهذا أريحيونا من هذا الحديث واتركونا نستمتع بصلاة الجمعة بكل ما تحمله من معاني ايمانه ونفحات روحانية ونتجنب النقاش والحور غير المقبول في بيوت الله  ولعل بعض الناس كان يوما يدعوا الى تجنيب المساجد وخطب الجمعة السياسة فلماذا يحللونه الان.

أ.عمار ابو زنيد
ابو حذيفه

احترام القانون واحترام القضاء


احترام القانون واحترام القضاء
 
وجد القانون منذ وجدت البشرية ولكن اختلف من عصر الى اخر ومن منطقة الى اخرى وجرى تطويره واضافة المواد و البنود اليه ليصبح اكثر عدلا وملائمة لحاجة الناس في صون حقوقهم و ردع ظلم الظالمين ،كما انه وجد ليعرفه الجميع ويُعرِف حدود العدل من الظلم.

فاصبح القانون ناظم لحياة الناس ومبين للحقوق والواجبات مُرفق بين الحق والباطل. ولعدم معرفة بعض الناس لبنود القانون او محاولة الالتفاف علية او لإنكارهم لحق الاخرين ... والتمادي على خلق الله- الخلق عيال الله- ،احتاج الناس الى القضاء ليفصل بين المتخاصمين ويحق الحق ويردع الظالم.
 فلولا وجود الظلم وإنكار الحقوق لما احتجنا الى القضاء وهذا حال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما تولى القضاء في عصر ابو بكر رضي الله عنه  لم يدخل عليه مظلوم ولم يشتكي اليه احد. لان الجميع عرف حدود الحلال والحرام وحدود المقبول وحدود غير المقبول، فلو عرف الناس في عصرنا هذا حدود الله وطبقوها ما احتجنا لمحكمة في كل بلد و لمحاكم الاستئناف والمحكمة العليا وانوع المحاكم الاخرى، ولما كثرة القضايا واصبح عدد المرجعين للمحاكم اكثر من عدد المراجعين للعيادات الطبية.

قد يفهم ان يحتاج للقضاء في قضيه معقدة لم تتضح فيها حدود الحق والباطل فيتجه الناس الى اهل العلم ليقضوا بينهم ولكن ان يكون الخلاف في قضية وضوحها وضوح الشمس في وسط النهار شيء فيه نظر.
لهذ كان لزام على اي انسان يعيش في منطقة ان يعرف قانونها ويعرف عاداتها كي يستطيع ان يعيش فيها. وكلما التزم اكثر بقانونها  سهلة علية حياته واستطاع ان يكون عنصر بناء فيها .
ومن باب اولى ان يحترم ويعرف القانون ويطبقه صاحب المسؤولية في مكان عمله ولا يتجاوز حدوده ولا يتخذ قرارات مخالفه للقانون. ويطر الناس الى التوجه الى القضاء لرفع الظلم ، واحقاق الحق ثم يدعي احترام القضاء لان احترام القضاء يكون اصلا باحترام القانون اولا وعدم مخالفة بنوده. لكي لا يحتاج الناس لكل هذه الوقت وهذا الالم للحصول على حق لهم منصوص عليه صراحة في القانون.

أ.عمار ابو زنيد
ابو حذيفة

محمود السرسك رافض التطبيع


 محمود السرسك رافض التطبيع

كرة القدم اللعبة التي يعشقها الكثيرون لدرجة ان كثير من عشاقها يجدولون حياته اليومية حسب مواعد بثها ولهم وهجه نظرهم  في هذا الشوق المفرط. وحيث ان هذه اللهبة غزة عقول الكثيرين واصبحت من اهم اولوياتهم واصبح الناس يصنفون انفسهم حسب اسماء الفرق العالمية والمحلية . وقد تجد في البيت الواحد هذا التباين وقد تجده في اغلب الجالسات ولك ان تتصور حجم الازعاج من الاصوات المنبعثة اثناء المباراة والاصوات والاحتفالات بعد النتيجة ؟!!!!!!!!

ما يهمنا في هذا المقال هو لاعب كرة القدم محمود السرسك هذه البطل الفلسطيني عاشق كرة القدم منذ طفولته . لكن عشق كرة القدم لم يتجاوز حده الطبيعي عنده ,حيث حب فلسطين كان اكبر بكثير من هذه اللعبة فلم يتردد في رفض دعوة نادي برشلونا في مباراة الكلاسيكو مع فريق ريال مدريد وسبب ليس كرها في الحضور او المشاركة والوقوف اما كمرات التلفزة العالمية والتقاط الصور التذكارية مع المشاهير اوالعيش في افخم الفنادق الاسبانية.

هذا البطل رفض كل ذلك وغيره الكثير لأنه رفض مساوة الضحية بالجلاد رفض مساواة طالب الحرية بالظالم رفض مساواة صاحب الحق بالمغتصب رفض مساواة صاحب الحق في فلسطين بالمحتل ورفض مسواة السجان بالسجين لأنه صاحب حق رفض كل هذا ولم يلفت الا لفلسطين.

كثيرون من عرض عليهم أقل من ذلك بكثير و انغمسوا في وحل التطبيع واصبح لا يحلو لهم الا الحديث الا مع الجلاد ولا يطيب لهم الاكل الا في مطاعم "هرتسيليا "او الغوص في البحر الاحمر على شواطئ أم الرشراش او حضور الاحتفال الصهيونية وكأن تبادل التهاني في المناسبات بينهم اصبح من اهم الواجبات ومن اقدس المقدسات وهناك الكثير من اشكال التطبيع مع العدو التي نعرف عنها وهناك اشكال لا نعرف عنها...

الانسان منا حينما يحمل هم شعبه و قضيته لا يمكنه ان  يقبل بالتساوي مع عدوه وكيف يقبل بطل مثل محمود الذي خاض اضراب عن الطاعم  مدة 96 يوما بعد اعتقال اداري ثلاث سنوات في سجون الاحتلال ان يجلس بجوار شاليط الذي اسير من دبابته وهو مشهر سلاحه في وجهه اطفال غزة ونسائها وكيف له ان ينسى معانة اخوانه في سجون الاحتلال وكيف ينسى معاناة شعبة في المخيمات واللجوء كيف ينسى قهر الاحتلال وسطوت جلاديه.

هذا الانسان العظيم يمثل ظاهرة وقدوة يحتذى بها في حبه لدينه ووطنه وكرامة شعبه وهذا التصرف العظيم الذي رفض فيه ان يقارن بين صاحب الحق و مغتصبه امام العالم يستحق منا كل تقدير والاحترام و لا يجوز ان نمر عليه مر الكرام. إمانا منا بحقنا في فلسطين ورفضنا لاحتلال وما نتج عنه.

أ.عمار ابوزنيد

 

حليب الصبر


حليب الصبر

سمعت هذه العبارة من ام فاضلة تتكلم على احدى الاذاعات في برنامج عن الاسرى وهي تقول "اصبر يامه انا ارضعتك حليب الصبر ".

من نعم الله على الناس الانجاب وهذه النعمة يفرح لها الانسان كل الفرح ويحضر للقادم الجديد افضل تحضر حتى لوكان على حساب راحته ومعيشة, وكذلك الام بعد تحملها معاناة الحمل والولادة تكون في غاية من الفرح عندما ترى مولودها لدرجة انها تنسى اغلب التعب والمرض.

هذا القادم الجديد لا بدله من غذاء وهل افضل من حليب الام. فتباشر الام بإرضاعه الحليب كباقي الامهات العالم ولكن الام الفلسطينية لابد لها من مزج الصبر مع الحليب من اجل صحة المولود وكأن الحليب لا يكفي للنمو الطبيعي للطفل وتكوين الاعضاء والانسجة ,فلابد من مزجه مع الصبر كي ينمو نموا طبيعيا متعايشا مع وقع الاحتلال .

الحليب هو غذاء كل الاطفال لما له من مكونات وسهولة الهضم والقدرة على تكوين الجسم والعظم .هذا الجسم الصغير الضعيف يبدا بامتصاص الحليب ليكبر. حال كل المخلوقات من فئة الثديات. لكن الطفل الفلسطيني يحتاج للصبر ان يضاف للحليب لينتج غذاء متكامل قادر على تنمية الاعضاء بشكل طبيعي.

الطفل الفلسطيني يحتاج الى الحليب بنفس النسبة التي يحتاجها اي طفل لكنه يحتاج الى نسب عالية من الصبر لمزجها معه فهم يحتاج للصبر أكثر من اي شئ . فهو يحتجه في بطن امه ويحتاجه عند ولادته – قد يولد على حاجز ويموت عنده- ويحتاجه في طفولته. فربما اول ما يسمع من ألفاظ بعد اسم الام والاب هو اسم الاحتلال. فإذا قدر له ان يشاهد التلفاز سيرى صورة الاطفال وهم يقتلون او يعتقون وربما يكون صاحب الصورة اخوة او بن عمه وعلى  ابعد احتمال ابن بلده. من منا لم يشعر وهو طفل بقسوة الاحتلال وهو ينهب ويقتل ويعتقل ويشرد ويقتلع البشر والشجر والحجر.

وبعد ان تنهي فترت الرضاعة يكون الجسام بنى انسجته ولحمه وعظمه وطلها بطلاء الصبر تكبر هذه الاعضاء ويكبر معها الصبر.

وبحد حين يكتمل بناء الجسم ولكنه يبقى يحتاج الى كميات اخرى من الصبر وكلما كبير العمر يحتاج الى مضاعفة الكمية لدرجة ان بعض الناس يحتاج الى مضاعفة كميات الصبر لأضعاف لا يعلمها الا الله. هذا الطراز من الناس يختلف كل الاختلاف عن الاخرين اناس نذر انفسهم واعمارهم وشبابهم ليدافعوا عن بلدمهم فلسطين فهم اكثر الناس صبرا يصبرون على قسوة الجلاد وزنازينه ويصبرون على سلب الحرية ويصبرون على بعد الاهل ويصبرون على عدم رؤية اشعة الشمس هؤلاء هم من يستحقون منا الكثير ولكن عذرنا لهم ان الله هو من يجزي الصابرين.

كل ما ذكر من قبل هو حال الرجال الرجال ولكن هناك ايضا الاسود التي قررت تحدي سوط الجلاد وترفع رؤوسها عاليا في زمن التخاذل الانبطاح. يقررون معاقبة السجان وتدفعه الثمن تلو الثمن. فعمدوا الى سلاح الامعاء الخاوية -سلاح الذي يتملكه كل انسان منا- . فمنهم من امتنع عن الطعام و الشراب مدة 120 يوما او يزيد ومنهم من امتنع عن الماء ومنهم من لا يستطيع الحركة ومنهم....

 ولكن الحمد لله ان جميعهم لم يفقد نعمة النطق ليعبروا عن فرحتهم في قهر السجان واذلاله لبقى صوته مدوينا بذكر الله واسم فلسطين مقتدين بالصحابي الجليل بلال ابن رباح وهو يقول احد أحد ونتمنى على الله ان يبقى صوتهم عاليا مدويا على مر الزمان وان تقر اعيينا بهم محررين منصورين على عدوهم .

أ.عمار ابوزنيد

 

التنافس و التوافق


التنافس و التوافق

منذ ظهور التجمعات السكانية و على مر الزمان ظهرة فكرة القيادة وظهر من يتحمل المسؤولة ومن لا يرغب بها وبعد ان كثر تجمع الناس واصبحت التجمعات كبيرة وزاد الاستقرار السكان , زادة حاجة الناس الى من يقود المسيرة.

السؤال المطروح ما هو الافضل لرعاية مصالح المجتمع  التنافس ام التوافق ؟  وللإجابة على هذ السؤال لابد ان ننظر الى الفكرتين من منظور استراتيجي وليس من منظور مرحلي ينتهي بعد حين .

من المعروف ان ما يميز المجتمعات هو مستوها الثقافي وكيف تتعامل هذه المجتمعات مع واقعها .ولكي يستطيع المجتمع التعافي من امراضه لا بد ان يكون حرا مالك لقرارها مستقلا في شؤونه ,ولكون هذا الشرط غير متوفر في الحالة الفلسطينية بسبب الاحتلال الكاتم على انفاس الناس والمسيطر على ادق الاشياء. كيف لهذا الشعب ان يتدبر امره ويسير قافلته نحو بر الامان؟.

 اسلوب التوافق يستخدم في حال اجماع اغلب الناس على برنامج واحد او في حال عزوف الناس عن المشاركة وتقارب البرامج وهذ قد يتحقق في مجتمعات اشبعت جميع احتياجاته الاساسية واصبحت تنظر لكماليات الحياة وترف المعيشة  واصبح الفارق بسيط بين البرامج.

اما الشعوب التي تسير في اول الطريق فلابد لها من اثراء تجربتها بالتنافس واختيار البرنامج الاصلح واعطاء النخب الثقة والفرصة لطرح افكارها وخبراتها لخدمة  مجتمعهم وتشجيع الشباب على المنافسة وحثهم على استغلال طاقاتهم بشكل ايجابي.

ولعل بعض الاحزاب والمؤسسات المجتمع المدني تستخدم التوافق للملمت افرادها والمحاولة الاستحواذ على القرار بحجج شتى منه الظروف ومنها المصلحة العليا ومنها عدم نشر الغسيل – مع ان الغسيل الذي لا يتعرض للشمس بعفن والشمس لا تكون في داخل الغرف المظلمة- لهذ اصبح لدى بعض الناس حساسية كبيرة من مصطلح التنافس وكل من يحاول ان يغير او يطرح فكرة جديد يلاقى بصعوبات لا حد لها.

قد يجد من يستخدم  التوافق سهولة في ادارة المرحلة وقد يسهل عليه السيطرة واستغلال النفوذ ..., ولكن بعد حين يجد الامر معكوسا فبأسلوب لملمت الاورق تكون قد اغفلت حقيقة الناس في حبهم لتنافس والتجديد وهذا ما يفسر بعد حين ظهور مراكز قوى متعددة وتشتيت الكلمة وتبعثر الصف, لان الجميع فقد الثقة بالجميع واصبح الكل يفكر بالانا  ,دون النظر للمصلحة العامة.

ومن خلال الملاحظة من يستخدم اسلوب التوافق ينتج نفسه او من يفكر بطريقته في كل توافق, وهذا ما يجعله دائما موجود بشكل او بأخر. مما ينتج استثناء الاخرين وتجاهل خبرتهم وتعطيل حالة الابداع والتجديد.

من هذا الباب على العقلاء تصحيح المسار وابعاد هوى النفس والعمل على غرس روح التنافس والتعود على ثقافة استيعاب وجهة النظر الاخرى وتركة ثقافة التفرد في القرار.
أ.عمار ابوزنيد
ابوحذيفة
 

 

مجلس بلدي موحد ومنطقة غير موحدة


                               
مجلس بلدي موحد ومنطقة غير موحدة

يتناول الناس في هذه الايام الانتخابات البلدية في مجالسهم و يتبادلون الآراء  ووجهات النظر. وبالرغم من تباينها حول اجراء الانتخابات بين مؤيد ومعارض و مشكلك  بالتأجيل ... هل دورا بلدية موحد اما لا ؟.

كثيرين  يعتقدون ان التوحيد فيه إيجابيات كثيرة وهو يصب في الصالح العام وممكن من خلاله تحسين الخدمات ورفع مستوها والحصول على حصة اكبر من المشاريع والدعم من المؤسسات. رغم وجاهت هذه الطرح الا انه لم يلقى بالقبول في المنطقة فكان هناك من يطالب بإبقاء الوضع عليه لصعوب ادارة بلدية موحد وتباعد القرى المجاورة وتفاوت عدد السكان وتفاوت التزامهم بدفع ثمن الخدمات و فشل شركة كهرباء الجنوب لايزال حاضر امام الجميع. ..... وكان السؤال الاهم كيف سيتم ادارة و توزيع الخدمات على المناطق. وهناك من يرى امكان توحيد القرى القريبة مع بعضها  وتشكيل مجلس موحد لها. مثال بلدية الياسرية.

جميع هذه الحلول لها ايجابيات ولها سلبيات حيث يختلف الناس في معاير الحكم على هذه الافكار باختلاف نظرتهم لها. لكلن من خلال الملاحظة والنظرة لهذه الافكار قد يكون الاقتراح الاخير هو الانسب حيث طبيعة توزيع السكان وطبيعة جغرافيا المنطقة توحي بذلك. ومن المعروف كلما زايد عدد الناس الممثلين سهل على الناس الوصول اليهم لأننا نتحدث عن خدمات والاصل في الخدمة ان تتوفر للمواطن بشكل سريع وسهل و لا يعقل من يحتاج الخدمات ان يسافر من اجل الحصو عليها .

ومن الناحية الادارية ومن ابسط مبادة الادارة توزيع الخدمات افضل مركزتيها . حيث اثبتت البحوث العلمية و الخبرات الادارية ذلك في كثير من البحوث. وهذا الاسلوب تعتمده اغلب دول العالم والشركات العالمية في ادارة خدماتها. فعلى سبيل المثال كما كنت اقرب من دائر القرار تسطيع توصيل طلبك اسرع و وتستطيع ان تدافع عنه وتقنع الطرف الاخر به اما في حال المركزية الشاملة انت تحتاج الى اقناع الفرع ومن ثما سوف ينقل الفرع طلبك. ولكى ان تتخيل كم هي الصعوبات التي توجهك حتي تحصل على خدمة بسيطة.

اما بالنسبة للمجلس البلدي الموحد فهناك غرابة في تشكل هذه المجلس حيث تم تشكيل مجلس موحد وممثل للقرى المجاورة دون ان تتوحد هذه القرى او يسمع لأهلها لا من قريب ولا من بعيد . وهذا ما اثبته لجة الانتخابات المحلية .لهذا نسائل هل هذا المجلس كان قانونيا حيث اغلب اعضائه من خارج منطقة الخدمة والمركز الانتخابي .وهل المجلس اولا ام قرار التوحد اولا.

و اذا اتفقنا ان البلديات مركز للخدمات. فليس الحلق في اتخذ القرار فيها من اختصاص وحاجة من يتلقى الخدمة فهم من يقررون بالموافقة والرفض . لهذا كان يحب الاستماع للناس وتلمس حاجتهم في توحيد البلدية وليس فرضها على الناس بكتاب و الطلب منه نفذ ثم ناقش. ليتبين في المستقبل ان القرار غير معتمد من جميع جهات الاختصاص, وهذا ما قد يفسر عزوف الناس عن الترشح والمشاركة في هذه الانتخابات .
أعمار ابوزنيد

 

شَبَـــــــابِــهِ فـِيـمَـــا أَبْـــــــــــلاهُ


شَبَـــــــــــــــــابِــهِ فـِيـمَـــا أَبْـــــــــــــــــــــــلاهُ

 

 

عَــنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " لا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ : عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ , وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ , وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ , وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ " .

 عمــر الانســان اذا نظرنا اليه من منظار القوة والقدر على العمل فهو ثلاثة اجزاء اولها طفل لا حول ولا قوة له معتمد اعتمادا كاملا على غيرة و الجزء الثاني هو فترة الشباب ,وفترة الشيخوخة والكبر . عندما نتحدث عن الشباب نحتاج الى الكثير من الجهد  والوقت والمساحة لِمَ  للشباب من اهمية بالغة  وقيمة عظيمة. تحدثت عنها الكثير من النصوص القرآنية والاحاديث النبوية والامثال والحكم التي يصعب سردها في هذه العجالة .
فالشــباب هم امل الامة وبهم تقاس قوتها وتحدد موقعها  من خلالهم بين الامم  . فاذا كان الشباب هم عصب الامه فلا بد من  تسهيل طريقهم و تبصيرهم بالواجبات الملقاة على عاتقهم وتدريبهم على تحمل مسؤولياتهم ومواجهة المستقبل بكل امل وتفاءل ووضوح في الرؤية .

 
فــاذا كنت ستسأل  عن عمرك مرتين امام الله فلا بد لك من التحضير للإجابة  لتضمن النجاح في الامتحان وتفوز بجنة الرضوان والا خسرت الكثير . ولابد من بدء  مشوار الحياة ومواجهة الصعاب و القبول بالتحدي والبحث عن الحلول الإيجابية وتركيز على الاهم ثم الاقل اهمية.

 يصــح كل ما قيل سابقا في حق  شباب الامه بشكل عام, اما الشباب الفلسطيني فأمامهم الكثير من التحديات التي يفرضها علية واقع الحال وتحديات المرحلة .فهو يولد وتتفتح عيناه فيرى بشاعة الاحتلال وظلمه فيكبر وتكبر معه  همومه وهو ينظر الى ارضه يزرعها المستوطن ثم يفرض عليه شراء ثمارها ومنتجاتها . والا عليه ان يموت جوعا او يعيش بحال اهل الكهف قبل الاف السنين .

 امــام صعوبة كل هذا نجد بعض الشباب لاهي لاهم له الا كرة القدم ومتابعة اخبار الفن الموضة تراه يسهر الليل و ينام النهـار, كأن النهار لم يخلق للبحث عن الرزق والليل للراحة وتجديد الهمة ليوم قادم به ما به من التحديات والآمال . فاذا فرض على الشباب الذي يعيش في ظروف طبيعية ان يعمل ويجتهد وفي شبابه ويستغله في طاعة الله قبل الهرم  ,فكيف بمن فرض عليه التحدي قبل ميلاده بعقود .

وان تحدثنا عن هذه الشريحة من الشباب فهناك من هم طلائع بين قرنائهم وهم يبلون شبابهم في طلب العلم و تحدي الصـعاب كما ان منهم من ابلاه   في خدمة دينه ووطنه ,فأبلاه متنقلا من زنزانة لأخرى  ومن معتقل لأخر و  طلب الرزق امــام الابواب المؤصدة .عندما تراه تجده قد شاب  وظهرت عليه ملامح الشيخوخة وانت من ولدت معه في نفس العام ودرست  معه في نفس الصف وربما جلست بجواره في نفس المقعد . رغم كل هذا هم الفائزون وهم اصحاب المراتب العلى هم افصــح النــاس لســان امـام الله وهـو يسـألهم عن شبـابهم فيما ابلــوه ، ولعـل جـدران الزنزانة  تـأتي لتجــيــب وقـد يسبقـــها القــيد وقـد يسبقــها البرش وقـد تسبقـها اشــياء اخرى ... .. تتدافـع للإجـابة امــام الله عز وجـل لتعـفـي صـاحبــها  من كـــــــل ذلــــك. فـهنيـــــئا لهم ذلــــك الحـــــــال .

 

 

أ.عمار ابوزنيد

ابوحذيفة