الأحد، 29 ديسمبر 2013

المستقبل بيد الله



                                  "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا"

قال الله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "   لقمان:34  


 الأيمان بالغيب له اثر كبير على الناس, حيث يزكيهم، ويربطهم بحبل الله المتين ؛ ليستعلوا على كل ما دون أمر الله من قليل وكثير، فيلجئون إلى ربهم بالذكر والاستغفار والطلب والرجاء من مالك الملك, مدبر الأمر، ذو الجلال والإكرام، فيعشون أعزاء  ويموتون سعداء بلقاء الله، وغيرهم  يعبدون البشر مثلهم، وان صاموا وصلوا و أدوا العبادات؛ لأنهم لم يقنوا بالله ويحسنوا الظن به.



 لو تأملنا الآية الكريمة  واخص منها  " وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا " لوجدنا به دلالة عظيمه، ويقين، يسعد كل من يصل إلى قلبه . بان الله هو ملك المستقبل بخيرة وشره، وهو مالك الملك، وان الأرض والسموات من مخلوقاته، وتيسر بأمره، وان المستقبل بيد الله لا بيد غيره.

الناس يشغلهم الكسب والتفكير بالمستقبل ،وكيف سيعيشون حياتهم؛ فتجدهم دائما يحاولون التعرف على ملامح المستقبل ويحاولون ترتيب أوراقهم, وإعادة صياغة أحلامهم, والتخطيط لها, لدرجة أن بعضهم يتأثر ويقلق راحته؛ فيفقد لذة العيش في يومه ، وهو يفكر في مستقبله ، فتجده يكتب المعادلات الموزونة و يرسم خريطة المصالح المشتركة، يتنبأ ويفسر ويتوقع ويجهد نفسه .....

فلو أمنا أن المستقبل بيد الله "وان الحظوظ في الدنيا موزعة على أساس الابتلاء وان الحظوظ في الأخيرة موزعة على أساس الجزاء". وان الرزق والسعادة والشقاء بيد الله ودورنا أن نعيش لحظتنا في رضا الله، ونترك المستقبل لله يدبره بعلمه؛ لأرحنا أنفسنا من الكثير من الأعباء واستفدنا من الطاقة المودعة فينا في العمل والجد وترك التمني وأحلام العاجزين.
كثرة التأمل في المستقبل والتفكير فيه يوقع الإنسان في كثير من الأخطاء والمتاعب، سواء على مستوى التفكير أو على مستوى العمل؛ فتجده يربط الأمور مرة بالأشخاص ومرة  بالحركات و الأحزاب ومرة بالدول والتقاطعات ، ومرة بالمال و بالمؤسسات والزعماء ... 

فتجده يعبد هؤلاء من دون الله ويسعى في إرضائهم سعي العبد الناسك، إذا طلبت منه كلمة حق يتردد ويحسب ألف حساب وإذا دعي للشهادة أصابه الخرس وإذا رأى المنكر برره بكل الحيل وإذا رأى المعروف أنكره بكل الحجج، لان هذا سوف يؤثر على مصالحه في المستقبل؛ فتجده يجهد نفسه ويمتهن كرامته من اجل أن يرضي عبدا مثله، ساقه جهله لعبادته من دون الله، ولو انه بذل هذا الجهد وهذه الطاعة وهذا الانكفاء و التذلل على أعتاب الله لعاش راضيا في الدنيا سعيدا في الآخرة.

 إن ضعف الإيمان بالله والاعتماد على الأسباب وترك رب الأسباب. خلق جيش من المتسولين على أعتاب أسيادهم يحاولون إرضائهم ولو بسخط الله وظلم الناس أكل حقوقهم ظلما وزورا، ظانين بجهلهم أنهم يؤمنون مستقبلهم بإرضاء عبيد مثلهم لا يعلمون ما يكون في الغد من خير أو شر.

 إذا أيقنا أن الغد بيد الله لا يعلمه إلا هو.  فالخير و الشر والصحة والرزق الجاه والسلطان وكل ما يتعلق بالغد بيد الله ، فلماذا نربط مصيرنا بغير الله فنعيش الدنيا عبيد أذلاء على أعتاب البشر ونخسر الآخرة ورضوان الله.

أ.عمار أبو زنيد
أبو حذيفة

28/12/2013

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

السحرة الجدد

السحرة الجدد
قال تعالى "وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ"  طه 69  
عندما يضعف الباطل في المواجه مع الحق وتنكسر عصاه و يضل طريقه ويخيّب ظنه وينطمس بصره وتغيب بصيرته ؛يلجأ إلى  السحر والشعوذة .ليضلل الناس ظانا انه يستطيع طمس الحقيقة و إقناع الناس بباطله وخرافاته وزيغه وما زين له الشيطان من أكاذيب. 

فرعون الذي زين له طغيانه وكفره بالله فستعبد البشر واستأثر بالأرض وعناد السماء، وظن انه يستطيع أن يتنصر على نبي الله موسى بقوة السحر وأباطيل السحرة. فغروره أعماه عن الحقيقة فاعتقد أن موسى أتى بسحر. وهو يمتلك امهر السحرة وأحذقهم – انتشر السحر في عهد فرعون كثيرا- فظن أن المعركة محسومة من البداية وان رهان موسى ضعيف. فبدأ بالتحدي وطلب تحديد الموعد .وجمع السحرة و وعدهم بأفضل مما يتمنون اذا خلصوه من موسى.
موسى كليم الله ونبيه دخل المواجهة بمفردة وبمن اتبعه من بني إسرائيل وهم قلة. ليقفوا موقف الواثق بالله المرتبط برباط التوكل و المعتقد بقدرة العلي الكبير، أن الغلبة لأهل الحق وان الباطل لزوال مهما علا وبنا وشيد الحصون وزين للناس باطله.

 هذا المجتمع المغرر به مسلوب الإرادة، أمام قوة فرعون. لم يكن سهلا عليه أن يقتنع بان موسى سينتصر ويغلب السحرة. كيف به يظن ذلك وهو يسجد عند أقدام فرعون صباح مساء. يعبدونه على انه ربهم ومالك أمرهم والمتصرف بشؤونهم المقدر لظروفهم المتدخل في كل حياتهم. وهل بعد العبودية لغير الله من ذل ! حياتهم ومماتهم ورزقهم بيد فرعون يأمر فيطاع ويحكم بهواه فينفذون ويرتفع عنهم فيسجدون. فازداد غروره وامتلأت عقولهم ذلة وضعف. حال هذا المجتمع لم يكن يخفى على موسى. ولكنه نظر إليهم بعين العطف والرحمة. راجيان أن يخرج من أصلابهم من يقول لا اله إلا الله. وتنكشف غمتهم ويستعيدوا كرامتهم المسلوبة وحقوقهم المهضومة ويعبدوا رب السموات والأرض الذي خلقهم وأكرمهم ليعبدوه وحده دون سواه.

هؤلاء السحرة أدوات الباطل ولسانه وعقله، زينوا لفرعون سوء عمله ،وزادوه سطوة وظلم وسخروا أنفسهم لخدمة باطله ومحاربة الحق. ضلوا أنفسهم و أضلوا حاكمهم و أهانوا قومهم ؛ فحولهم من أحرار لعبيد لفرعون و زبانيته يعبدونهم من اجل لقمة العيش كالأنعام بهم أضل سبيلا.

 مستشاري السوء دأبهم الكذب والتضليل وتنزين الباطل والتحذير من الحق ونشر الدسائس وتحريف الكلام والهاء الناس بالصغائر وصرفهم عن حقهم في تحصيل حقوقهم والعيش بكرامة يمتلكون قرارهم ويصنعون دوائهم وينتجون غذائهم بأيدهم دون تبعية لأحد. ليعيشوا أحرار  فوق الأرض أو جثث تحتها.

إن كان سحرة فرعون قد سحروا الناس بالحبال والأراجيف فان سحرة اليوم يسحرون الناس بالكذب عبر الفضائيات المأجورة والكلمات المسمومة والعبارات الخائنة والتصريحات المشبوهة والمواقف المختلطة، المتجه نحو البطل ومحاربة الحق ونشر الفساد.

إذا قدر لك أن تسمع بعضهم ولا أنصح بذلك لأنه مضيعه للوقت. تسمع العجب العجاب وتشاهد مسرحيات محبوكة وكلمات معسولة لو اجتمع  شياطين الجن في صعيد واحد ما أتوا بها. لكن شياطين هذا العصر أتقنوها وظيفة ونشروها عبر وسائلهم لينفثوا سمهم في جسد هذه الأمة. بعدما أن بدأت تستعيد عافيتها وتمارس دورها الطبيعي في تطهير البلاد والحكم بالعدل بين العباد.

الفراعنة الجدد الذي غرتهم الأموال والمناصب وزين لهم قرناء السوء سوء عملهم وأقنعوهم أنهم يستطيعون بقوة السحرة أن يقهروا الحق ويغلبوه بكل سهولة ويسر. وأنهم سيتربعون على كرسي ملفوف بالحرير ويعيشون في هناء وسعة إذا قضوا على موسى. هذا ظن فرعون من قبلهم الذي لم يرد أن يسمع كلام الحق وان يعود لرشده. فلم تمهله قدرة الله كثيرا فجعلته عبرة لمن يعتبر. فهلك هو وجنوده وبقي جسده رمز للظلم والطغيان، وعلا أمر موسى ومن معه بأذان الله.

هذا الباطل العالي دخانه لا يمكنه أن يستمر. إنما هي فترة اقتضتها حكمة الله وقدرة أن تكون لهم جولة. ولكن وعد الله آت لا محالة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله . هذا اليوم لن يكون بعيدا. فالذي اغرق فرعون وجنوده في البحر دائم الوجود في علاه وقدرته وسعت كل شيء وأمره بين الكاف والنون.
أ.عمار ابو زنيد
ابو حذيفة

18/11/2013

الأحد، 10 نوفمبر 2013

القفص الظالم والمحكمة الهزيلة

القفص الظالم والمحكمة الهزيلة

يظن أهل الباطل أنهم يستطيعون أن يغيروا الواقع وطمس الحقيقة بتغييب أهلها ؛ بإيداعهم في السجون ومنعهم من ممارسة حقهم المكفول لهم بحكم القانون ومحاكمتهم بتهم باطلة وأراجيف كاذبة وإدعاءات ساقطة.  
هذه الأقفاص الظالم أهلها والمسرحيات–المحاكمات - والعبيد –القضاة-. تستطيع بتلك التفهات أن تحبس بين قضبانها أجساد أهل الحق, وتمنعهم من الحركة خارج حدودها. لكنها لا تستطيع أن تمنع هذا السيل العرمرم من الأنوار أن تنفذ رغما عنها؛ لتصل إلى القلوب المتعطشة والعيون المنتظرة والأيادي الممدودة لتلتقي بها.

هذه الأقفاص التي تحصر بين قضبانه أجساد أهل الحق لو قدر لها أن تنطق، وان تتصرف بإرادتها؛ لتحدثه بلغة، وبكلمات أوضح من بياض الثلج، واسطع من نور الشمس؛ بأنها ترفض هذا الواقع المقلوب. وان من يستحقون أن يجلسوا بين قضبانها منهم على منصة العدالة المفقودة، ومن عينهم ليكونوا قضاة سوء و ظلم. لا يعرفون للحقيقة طرق ولا إلى العدل سبيل  بل هم مدلسين مأجورين. يحاولون قلب الحقيقة بتفسيرات، وأحكام ما انزل الله بها من سلطان، ولا اقتنع بها أهل عقل ومنطق، وما اعترف بها صاحب خلق.
قد يستطيع  أهل الباطل عزل وسجن و محاكمة أهل الحق والشرعية بعد انقلابهم الأسود  ظانين أنهم يستطيعون طمس الحقيقة و قلب الأمور وخداع الناس. لكن حكمة الله بالغة بان الحق قوي بذاته يستطيع أن يصمد أمام كل قوى الظلم والطغيان.
ظنوا أنهم يستطيعون بسجن ومحاكمة الرئيس الشرعي المنتخب أن المعركة قد انتهت وان الأهداف تحققت، وما بقية إلا تقسم الكعكة بينهم. وإذا بالشعب المصري يقف أمامهم أشبه بالموج العارم والسيل الهادر يطاردهم في كل مكان و يتحداهم في كل زمان في الشوارع ومحطات القطار والجامعات والمساجد...
إن حبست الأقفاص بين قضبانها الأجساد فإنه أعطتها الفرص ليعلوا شأن أصحابها ويتضح صدقها و ينتشر مبدئهم بين أرجاء المعمورة. ليصل هداهم إلى كل فرد يعيش على هذه الأرض و يريد أن يعرف الحقيقة. ليعرف الناس أن هناك ظالم وان هناك مظلوم وان هناك صاحب حق وهناك صاحب باطل ...
أ.عمار ابو زنيد
ابو حذيفة
10/11/2013




أوراق الخريف

أوراق الخريف

حياة الأوراق على ضفاف الأغصان، يانعة مشرقة باسمه، تهز مع نسمات الهواء، تلمع مع إشراق الشمس، تفاخر بخضرتها زرقة السماء وصفاء الماء، تزين الوديان وتغطي السهول, تحتضن الأزهار ،وتظلل الثمار، وتفرش بساطها للطيور المغردة والفراشات السائحة .

هذه الأوراق الجميلة المفيدة, ما إن تقسو عليها الأيام و تتوال عليها الليالي. لتجعلها هباء منثورا تسقطها الرياح و تبعثرها  العواصف. منها ما يستقر بجوار الشجرة ومنها ما يطير مع العواصف إلى أماكن بعيده.
سقوط الأوراق عن أغصانها واستجابتها لتقلبات الطبيعة ومنطق القوى. يحمل بين طياته الكثير من المعاني. قد يكون أولها أن جمالها وحسن منظرها وعطر إزهارها، لم يورثها القدرة على تحمل الصعاب ،و الصبر على تقلبات المناخ من حرارة الصيف، وعواصف الخريف، وبرد الشتاء مما جعلها تغادر بهذه السرعة.

وقد تكون مغادرتها من باب إفساح المكان وإعطاء الفرص للتجديد.  لتنبت أوراق جديد في ربيع جديد يحمل معه نبات جديد وأزهار جديدة......
 أما الأغصان فتبقى موجودة لا تتأثر بتقلبات الطبيعة ولا تستجيب بسهول لمنطق القوة، فهي شامخة مرفوعة الرأس، تنظر للسماء, تتحدى الرياح، تتحمل حرارة الصيف وبرد الشتاء، تحمل بين أحشائها البراعم الصغير والآمال الكبيرة غير آبهة بالأوراق المغادرة والظروف المعاندة.  

أ.عمار أبو زنيد
أبو حذيفة
2/11/2013



السبت، 2 نوفمبر 2013

الوعد المشؤوم


الوعد  المشؤوم


لا يستطيع الفلسطيني أن يسلس أفكاره و ينسق جمله ويرتب كلماته ويجمع حروف. وهو يعيش ظلم هذا الوعد المشؤوم. هذا الوعد الذي قلب حياة الناس رأسا على عقب. أورثهم مرارة التشريد ،ومفارق الأوطان، و ووداع الأحبة، و السير نحو المجهول .

إذا كان من سن سنه سيئة عليه وزر كل من عملها. فكيف بمن وعد يهود ببلاد ليس لهم فيها حق لا من قريب ولا من بعيد. وعدهم ببلاد ليسوا من أهلها، لم يلمسوا ثراها، ولم يأكلوا من ثمرها ،ولم يتنفسوا هوائها ،ولم يعرفوا حدودها, هم عنها غرباء في كل شيء... قبل هذا الوعد المشؤوم .


هذا الوعد المشؤوم حول حياة الناس الآمنين المطمئنين في بيوتهم ومزارعهم ومتاجرتهم ومساجدهم وكنائسهم وشوارعهم وبيوتهم.... إلى لاجئين يبحثون عن وطن ضائع، وعز غابر، وكرامة مهدورة ،وارض محتله ،وأشجار مقطوعة، وبيوت مهدمة ....


كيف بالفلسطيني يعيش هذا اليوم وهو يتذكر نكبته و تهجيره، و هيامه على وجه في أصقاع المعمورة؟ كيف هو حال من كان له بيت فأصبح يعيش تحت "زينكو"؟ كيف بحال من كان له ارض فأصبح يعيش في مخيم ؟ كيف يتذكر هذا اليوم من كان له زوجة وأهل وأبناء وعشيرة وأقرباء تفرقوا على غير هدى. منهم من التق ومنهم لا يعرف للقاء طريق. منهم من حولهم هذا الوعد إلى فقراء لا يملكون قوت يومهم، بعدما كانوا أهل مال وجاه ومكانه ، ومنهم من حولهم هذا الوعد إلى معاقين ومصابين لا يستطيعون شرب الماء، ومنهم من حولهم إلى أجساد هامدة تحت الأرض، ومنهم من أودعه السجون وسجله رقما في قائمة الأعداد.


كيف يعيش الفلسطيني هذا اليوم هو يتذكر سواحل عسقلان وحيفا ويافا واللد ... بعدما كان يغص في بحرها، يصطاد سمكها، ويعالج موجها، ويتكيف مع مدها وجزرها ،و يلعب أبنائه بصدفها، وتزغرد نسائهم لهدير مراكبها.


كيف يعيش الفلسطيني هذا الوعد ومقدساته قد استبيحت! وأقصاه يدنس، وينتظر التقسيم لا سمح الله. كيف يعيش هذا اليوم من يتذكر المساجد التي حولت بارات ومراقص ومتاحف وبيوت للدعارة والمجون! كيف يعيش هذا اليوم من يرى حثالة أهل الأرض، وهم ينبشون القبور، ويبنون لهم مساكن، ومتنزهات على أنقاض مقابر الصحابة والتابعين....


 كيف حال الشعب الفلسطيني جراء هذا الوعد وهو يقدم أبنائه شهداء في كل يوم على مذبح الحرية! كيف حاله وهو يقدم الأسرى بالآلاف في سجون الاحتلال. يقضون زهرة شبابهم في أقفاص لا يسمع فيها إلا قرع السلاسل وسوط الجلاد سواد الجدران وظلمت الليالي وألم المرض والبعد عن الأهل.


هذا الوعد المشؤوم كان يوما اسود اظلم على الناس حياتهم ، وأعطى لمن لا يستحقون العيش على هذه الأرض دولة، وحدودا وجنود، وأصبح أهلها الأصليون يطالبون بأبسط الحقوق ويرضون بأقل القليل وهم ينكرون عليهم وجودهم ويفسدون عليهم حياتهم.


ولكننا على وعد من رب العالمين الذي رفع السماء وبسط الأرض وأمره بين الكاف والنون. بان الحق سيعود لأهله وان الباطل إلى زوال.

أ.عمار أبو زنيد

أبو حذيفة

2/11/2013


السبت، 26 أكتوبر 2013

الزيتون والانتماء

الزيتون والانتماء
هذه الشجرة المباركة التي تزين الجبال بخضرتها, وتفشى المريض بدهنها, وتغني المائدة بفوائده ,وتبهج النفس بطلتها, وتزيل الهم والكدر بلمسها ,وتجمع الأهل حولها يلتفون في إطار أشبه بالحلقة المستديرة.
تتدلى أغصانها, و تنبسط أوراقها لتصافح أيادي أحبائها ,تحسسهم و تبادلهم مشاعر المحبة, وتغرس في نفوسهم الوفاء ,وكأنه بهذا التلاقي تجمع الشمل، وتوحد الصف ،وترص البنيان، وتحدد الوجهة ،وتزيل الغبار ،وتشفي الصدور .
 وترتفع سيقانها, وهي تحمل الذهب الأصفر في حباتها بين جلدها ولبها. لتشكل نموذج في الصمود والشموخ والتحدي والإصرار على الحق والصبر على الأذى وتحمل المستحيل.  
 و تنشر رائحتها وتظهر لمعانها على حباتها. مبشرة بالخير والبركة تنادي على أهلها. كأقحوانه تفتحت خمائلها وتزينت بقطرات الندى تهدي نفسها لكل من يقترب منها.
 هذا الشعور يتسلل إليك وأنت تمسك الأغصان, والحبات تتساقط كاللؤلؤ المنثور على وجنات هذه الأرض. تلونها بالأخضر والأسود .و تنشر لمعانها وتظهر فرحتها بأهلها وهم يلتفون حولها يجنون ثمارها ويقلمون أغصانها و يتفيؤون ظلالها.
هذه العلاقة وهذا الإحساس بالانتماء يغرس مشاعر المحبة وينشر عطر الوفاء  لهذه الأرض وهذه الأشجار. ليذكرنا بان لنا أرضا اغتصبت وأشجار قطعت وبيوت هدمت وحظائر ومغارات نسفت وأهل في بقاع الأرض شردوا.   
هذا الانتماء بين الفلسطيني وشجرة الزيتون لا تستطيع أن تقطعه يد أو تقتلعه جرافه. فإذا قطعوا غصن سينبت مكانه ألف. وإذا جرفوا الأرض بآلياتهم سوف تنبت من  جديد، فجذورها تمتد في أعماق الأرض مسافات طويلة ويسري زيتها في عروق أهلها يمتزج بدمائهم ليغذي خلاياهم وينير طريقهم.
يا لهم من حمقا! لو عرفوا حب أهل فلسطين.  لوطنهم لما سكنوا  فيه لحظه. لكنهم  أقنعوا أنفسهم بأوهام وأباطيل نسجوها بخيوط الحقد ولفوها بعقد الكذب والخرافات ليحتلوا هذه الأرض ويدنسوا مقدساتها ويستولوا على خيراتها.
أ.عمار ابوزنيد
أبو حذيفة
26/10/2013

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

أسماء الصديق وأسماء البلتاجي

أسماء الصديق وأسماء البلتاجي

عهد التاريخ الكثير من النساء صاحبات الهمة العالية و التي ضربنا أروع الأمثلة ورسمن أجمل صورة وتكلمن بأفصح لغة وضحين بأنفسهن في سبيل الله؛ ليحملن هم الأمة و يدافعن عن الحق بكل صلابة وتضحية. ويَجدن بأرواحهن في سبيل الله غير آبهات بكل ما تتعلق به النساء من متاع الحياة الدنيا وزينتها.

أسماء بنت الصديق حافظت سر الرسول صلى الله عليه وسلم المؤتمنة على خير ولد ادم في هجرته . حيث كانت الوحيدة التي تعرف المكان وتحتفظ بالسر وتسير على جمر الصحراء والرمال تلفح وجهها والليل يسدل ظلامه والقمر ينشر نورها ليضيء لها مكان خطاه وهي تحمل الطعام والماء على رأسها لتوصله إلى اثنين الله ثالثهما .
من ضيق الحال وقلت الأدوات لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم ما يربط به طعامه  وماءه  فشقت نطاقها نصفين .فكانت صاحبة لقب ذات النطاقين هذا اللقب الذي يرتبط بالهجرة النبوية وما تبعها من قيام دولة الإسلام في المدينة المنورة .فكان لنطاقها  شرف عظيم ومكانه عالية في إنشاء دولة الإسلام.
في الوقت الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يختبئ خوفا من ظلم الأعراب و يتنقل من مكان لأخر ليلا وسرا ؛لينجو بسفينة الإسلام. كانت الأعراب تتمتع وتشرب الخمر وترقص في أحضان الغانيات يلهون ويتمتعون. كان يفرقهم كل شيء ولا يجتمعون إلا على عداوة الإسلام وإذلال أهله والنيل منهم، والتاريخ شاهد والقرآن ناطق والسيرة مليئة بما كانون يفعلون. الرسول لا يجد ما يحزم به طعامه ويختبئ في غار ثور وهم يعلنون عن الجوائز الكبير لمن يأتي به حيا أو ميتا  .
حال الجاهلية  لم يغير منذ قرن ونصف  من الزمان من معاداة الإسلام والنيل من أهله .والأحداث تتوالى والتاريخ يعيد نفسه وان تغيرت أسماء الأشخاص وأماكنهم .لم يتغير حقدهم الموروث وطباعهم السيئة و خصالهم الذميمة. فهم يتربصون الفرص ويحيكون المؤامرات ويستعينون بالأعداء لعلهم بجهلهم يطفئوا نور الله بأفواههم.
أسماء هذا العصر التي سطرت أروع الأمثلة وكتبت اسمها بمداد من دمها في ذاكرة التاريخ والإنسانية. ارتقت شهيدة على يد الانقلابين ؛ لترسم معالم الطريق للأجيال وتنير مصباح العزة في زمن الذل ،وتنشر روح المقاومة في زمن التطبيع ،وتصرخ بأعلى صوتها  لعلها توقظ ضمائر الأعراب وتجد في ضمائرهم مكان يذكرهم بأخلاق الرجال، و عزة الإسلام واجبهم نحو الدفاع عن أهل الحق ،وعدم دعم الانقلابين بهذا السخاء. ولعل دماء أسماء توقظ ضمائر علماء السلاطين الذين يفتون بكل وقاحة وتجرؤ فيحللون قتل المسلمين العزل في الميادين العامة أمام شاشات بكل صلف و وحشية.
أسماء هذه دماء لها بالغ الأثر فيمن بعدك ،فهي أبكت العيون دما ،وألهبت المشاعر جمرا، ومزقت القلوب أشلاء ،وزادت على العزيمة عزيمة ،وعلى الإصرار إصرار، وأثبتت واقعية المنهج ووضوح الفكر وصدق من اتبعوه ، فهم يجودون بأبنائهم قبل غيرهم كما يجودون بأنفسهم قبل ذلك وبعده في سبيل الله.
أسماء. كم فرحنا، و أنت تزفين شهيدة إلى جنات الخلد ؛لتلقى الأحبة محمد وصحبه. لتعانقي أسماء الأولى التي سميتي على اسمها وتطوفان في جنات الخلد بصحبة الصالحين والصالحات. هذه الفرحة بالشهادة لا يعرفها إلا من دعا الله مع إشراق كل شمس مبتهلا أن ينالها مقبل غير مدبر. كانت الشهادة عظيمة. وكنا نتمنها اكبر لو قدر لوالدك أن يلقي عليك نظرة الوداع ويصلى عليك إماما بالمسلمين. لكن يد الغدر والانقلاب حالت دون ذلك.
أسماء .دماؤك أبكت العجم قبل العرب فهذا رئيس الوزراء التركي اردغان يذرف الدموع على الهواء مباشرة وهو يقرأ رسالة أبوك البطل الصنديد صاحب الكلمة الصادقة والهمة العالية العزيمة الجبارة الحجة القوية. فكيف حالنا نحن من كتبت رسالته بحروف لغتنا وسمعت صوتها آذاننا ووعيها عقلنا. فباتت تسير في عروقنا نار و في قلوبنا جرحا........... والله المستعان.

أ.عمار أبو زنيد
أبو حذيفة
25/8/2013

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

الإفطار في حضرت الأخيار الجمعية الخيرية الإسلامية –دورا

الإفطار في حضرت الأخيار
الإفطار الجماعي في الجمعية الخيرية الإسلامية –دورا

رعاية الأيتام وضمان العيش الكريم لهم. قاعدة من قواعد ديننا وأساس من أسس أخلاقنا وعادة من عادات مجتمعنا وسنّه سعى إلهيا الأنبياء والخلفاء والصالحين على مر العصور . نطبقها بكل محبة وفخر.

تناول طعام الإفطار بصحبة الأيتام له الأثر الكبير في مشاعرنا، و وخز في قلوبنا،
وإثارة في عقولنا، ورعشة في أجسادنا ؛تجعل شعورنا مختلط ، بين تلمس رحمات رمضان، وبركات الإفطار مع الأيتام، ومصافحة الأيادي الطاهر التي حملت هم الأيتام، وسهرت على راحتهم، وقدمت لهم كل مستطاع ؛ لتدخل على قلوبهم الفرحة وتشعرهم بالحنان ،وتنسِهِم بؤس الفقر والحرمان، تعيش معهم يومهم بالتكافل والرعاية والخدمة والتعلم والتلطف ولين الكلام.

ما أروعه من مشهد ! وما أعظمه من حدث ! و أنت ترى هذه الجموع الطيبة من أهل الخير. تصطف صفوف لتقدم ما جادت به أنفسهم وطاب به خاطرهم، وارتاح له ضميرهم . كل على قدر استطاعته.

في هذا المشهد تجد من التنوع الكثير، حيث كان وجهاء العشائر وكبار السن يتقدمون المشهد بكل فخر و إيمان. رغم كثرت أمراضهم وضعف أجسادهم وحاجتهم للراحة وأنواع محدده من المأكولات. إلا أنهم أبو إلا قبول الدعوة ومشاركة الأيتام حياتهم ولو لدقائق معدودة.
وكذلك أهل الخير والفضل من التجار والميسورون كانت أيدهم  تقدم بدون تردد، طالبة القبول والمغفرة. كذلك كان أهل هذه البلد و آخرين من البلدات المجاورة ، ومن مؤسسات المجتمع المحلي ،وأهل الخير باختلاف أعمارهم ومواقعهم وقناعاتهم السياسية يتوافدون ؛ لكي ليحظوا بهذا الأجر وذلك المغنم بالعيش ولو لدقائق والنظر ولو لِلحظات في وجه من حرِموا حنان الآباء والأمهات.

هؤلاء الأيتام. يعيشون أيام لها أول وليس لها أخر من الشعور بالحرمان والألم. و كلمات لا تعرفها شفاههم ونغمة حرف ترابطها مستحيل في حناجرهم. لا ترتاح أذانهم عند سماعها من غيرهم. فتقطر أعينهم العبارات عند سماعه من  غيرهم في الأعياد والمناسبات. نعم .نسمعها من أبنائنا مرات كثيرة  في اليوم بسبب وبدون سبب (بابا أو ماما...) و لكنهم لا ينطقونها ولا احد يسمعها منهم وكأنه قضي أن لا تلقيا بعد اليوم.

لا يعرف قيمة هذه الكلمات ومدلولها، و هذا الجرس الخارج من حناجر مشبعة بالألم والحرمان. إلا من لان قلبه، ورقت مشاعره، واستقامت أفكاره ،وترفع عن حب نفسه وذاته، والتفت إلى من حوله من الأيتام والأرامل والفقراء، وجعل من خدمتهم وتقديم المساعدة لهم مدخل من مداخل تزكية النفس وتربيتها على الإحساس بالآخرين.

حظيَ على خير كثير كل من حضر هذا الإفطار من طيب اللقاء ومصافحة الأصدقاء وأهل الفضل. دفئ المشاعر بمجالسة من يعشون مرارة الحرمان وبالنظر إلى وجوههم والاطمئنان على حالهم. والأجر العظيم بإذن الله من مالك السموات و الأرض.
فات البعض هذا المشهد والخير والبركة والرحمة التي كانت تلف المكان ولكن بإمكانهم استدراك ذلك بزيارة الجمعية والتبرع لها والاطمئنان على حال الأيتام والعيش بجوارهم لحظات من الحب والأمل.
جزا الله خيرا من أسس هذه الجمعية من أهل الفضل والتقوى، من قضى منهم نحبه ومن ينتظر. وجعلها في ميزان حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون.

جزا الله خيرا كل من حضر وتبرع بما طابت به نفسه. و ارتاح له ضميره على هذا الحضور و هذا التبرع الكريم.

جزا الله خيرا العاملين الصابرين على ضيق الحال وتأخير الرواتب. في هذا الصرح الشامخ وهذه المؤسسة الرائدة في رعاية الأيتام.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:  (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا) وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا (رواه البخاري) .

أ‌.  عمار أبو زنيد
أبو حذيفة
15/7/2013



الثلاثاء، 9 يوليو 2013

صناديق الاقتراع وصناديق الرصاص


صناديق الاقتراع وصناديق الرصاص



الشعوب تبني مؤسساتها عن طريق صناديق الاقتراع بدورات انتخابية منتظمة. هذه الشعوب لم تصل إلى هذه الحالة من النضوج الفكري المستقيم وثقافة احترام القانون وقاعدة الأغلبية تحكم والأقلية تعارض إلا بعد أن دفعت من دماءها كثير وضحت بشبابها في سبيل الحرية والاستقلال.



الشعب المصر ثار على نظام بائد مجرم فاسد. بعد أن استبد عقود من الزمن وأفقر الشعب وقتل المعارضين وتخاذل وتعاون مع العدول وعين مستشارين له من قادة الاحتلال وبلغ به الذل إلى مرحلة  يصعب وصفها في سطور وكلمات.

 لم نسمع اعتراض من الجيش أو تصريح أو تلميح يعترض على هذه السياسات الخاطئة. أما عندما يتظاهر أناس مأجورين يعملون بنظام اليومية ضد رئيس منتخب ودستور مستفتى عليه من الشعب يقوم العسكر بانقلاب عسكر يهدم كل شئ ويعتقل ويقتل بالجملة.



كان قرار الشعب المصر التخلص من حكم العسكر والانتقال إلى حكم مدني مؤمن بحرية التعبير والتغيير التبادل السلمي للسلطة وتطبيق الفصل بين السلطات. يستند إلى قانون تم الاستفتاء عليه من قبل الشعب المصري العظيم وتم إقراره بأغلبية من يحق لهم الاقتراع.



وبدأ مشوار التحول الديمقراطي وبناء الاقتصاد على أسس من الشفافية والمساواة. ومحاسبة الفاسدين و توزيع الثروة بالعدل وتثبيت أسس العدالة الاجتماعية وتقاسم هم الوطن في التطوير والبناء. وما بدأت هذه المسيرة المباركة حتى انبرى لها أناس تاريخهم حافل بالعمالة والخزي وأيديهم تقطر دما من أطفال العراق وصورهم المخزية مع قادة الاحتلال وتقبيلهم إلى شارون صاحب اكبر المجازر في تاريخ الإنساني لم تنسى بعد.



عندما انتخب الرئيس مرسي لم يغلق قناة ولم يملأ السجون ولم ينصب أعواد المشانق حتى الذين عذبوه وأغلقوا عليه وعلى إخوانه أبواب الزنازين سنوات كثير عفا عنهم. أما الأعلام فكانت القنوات تبث برامج السخرية والحقد والتعليقات السخيفة و الهدامة حتى نالت الرئيس شخصيا. ولكنه تعامل معها بالصفح وسعة الصدر وتفويت الفرص على الحاقدين.



كم مرة اعتدي على قصر الاتحادية؟ وكم مرة ضربت الزجاجات الحارقة على أبوابه؟ وكم مرة اعتدي على المؤسسات العامة؟ كم مرة بثت الشائعات الكاذبة؟. هل سمعتم عن اعتقال؟ هل سمعتم عن إطلاق نار؟ هل سمعتم أذى لحق بأحد؟.



العسكر اليوم يقلدون يهود في قتل المصلين في صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي. هذا الرصاص من العار أن يستخدم ضد من يصلون في بيوت الله يكبرون ويهللون. هذا رصاص وجد ليغرس في صدور الأعداء لا في صدور الأبرياء.



هؤلاء الجبناء لو عرفوا حقيقة عارهم لدفنوا أنفسهم في مقابر الأحياء. و لداسوا رتبهم العسكر بأقدامهم. هذا العار لن تمحه التبريرات السخيفة والتلاعب بالألفاظ والعبارات المطاطة و نسج الأراجيف وحياكة الحيل. هذا الدماء تبقى أمانه في عنق كل مسلم وكل حر بالعالم يؤمن بالحرية والاستقلال.



القوات المسلحة التي لم تعرف شرف السلاح وقدسية الرتب العسكرية وقدسية القسم أمام الرئيس المنتخب. يسهل عليها إطلاق النار على المصلين. والمتحدث الذي حفظ مفردات الخزي والعار لا يخجل من تلفيق الأكاذيب والأراجيف. يظنون أنهم يستطيعوا منع نور الحقيقة من السطوع ,وقوة الإيمان بالتقدم بهذه الروايات الوقحة .



أي أكاذيب هذه! وأي وقاحة وقذارة يحملها هذا المتحدث العسكر! عندما يقوا بان المتظاهرين هم من أطلقوا النار. وللحقيقة انه لم يصدر تصريح واحد أو شعار واحد من المتظاهرين يطالب بالعنف. بل كان شعارهم سلمية سلمية.



كيف يصدق احد هذه الراوية الكاذبة والحرس الجمهوري مركب على جدرانه أكثر من 160 كمرة تصور .إذا كنتم صادقين اعرضوا هذه الصور للعالم.

رحم الله الشهداء رحمة واسع والصبر والسلوان لأهاليهم والثبات لإخوانهم .



 (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين  ( 139 ) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ( 140))

أ.عمار أبو زنيد

أبو حذيفة

8/7/2013








السبت، 6 يوليو 2013

سنة وثماني وأربعون ساعة

سنة وثماني وأربعون ساعة

هذه هي المدة التي قدر للإسلام السياسي "جماعة الإخوان المسلمين". أن يحكم في بلاد النيل وقاهرة المعز و بلاد عمرو بن العاص. بعد أن فازوا بانتخابات حرة ونزيهة شهدها العالم و راقبها القضاء وباركها كل من يحترم حرية الإنسان وكرمته. وعاداها أهل الظلم والبلطجة ومن لف لفهم من المرجفين والعملاء المتحالفين مع الصهاينة والإمبريالية الغربية الاشتراكية الشرقية.

هذه السنة والساعات القليل هي الشامة العالية والمنارة المضيئة والنموذج الذي يفتخر بها كل مسلم غيور على دينه وكل عربي يعتز بعروبته وكل حر يؤمن بان الناس يولدون أحرار كرماء. 

هذه الفترة البسيطة من الزمن كان بها  الكثير من الأحداث والمؤامرات الدنيئة من الداخل والخارج  وعقد التحالفات المشبوهة  المليونيات المأجورة –عمال اليومية – والأباطيل الزائفة والتلاعب بالاقتصاد ونشر الشائعات وترويع الناس والتهجم والسب بغير حق واستغلال القضاء والامتناع عن العمل...... كل هذا حدث في سنة وثماني وأربعون ساعة ولعل مؤسسة تحترم نفسها تخطط لعمل مشروع تحتاج لضعف هذه الفترة لوضع الخطط قبل التنفيذ. فكيف بدولة حكمها الفساد أكثر من نصف قرن يطلب حل مشاكلها بلمح البصر.

الشعب المصر حينما اختار الإسلام وسلم الحكم إلى من رأى فيهم الأمانة والعدل والقدرة على الحفاظ على الأرواح والأوطان والأموال. لم يكن شعب غبي و جاهل مسلوب الإرادة مكبل الأيادي. يسير على غير هدى. بل كان يعي كل المعيقات ويتوقع المؤامرات وان أهل الباطل لن يتركون فرصة أو موقف من اجل النيل من إرادة الناس وحريتهم.

كيف لا يكون ذلك وهم المستفيدين من الفساد وتعطيل القانون. كيف لا وهم من بنو القصور و جمعوا المليارات من دماء البسطاء والفقراء  .وهم من سلبوا الأراضي واستباحوا الأعراض وباعوا الأوطان وتنازلوا عن كرامة الإنسان وسلموا رقابهم للأمريكان وفعل كل شيء مقابل مصالحهم الخاصة.

كيف بهم يقبلوا رئيس يحكم بالعدل و يعيشون  بين شعب حر ينتقد ويراقب ويعترض ويقول لا بأعلى صوته .فهذا يهدد مصالحهم و يزعزع عروشهم ويزلزل كيانهم ويمحق ظلمهم و يهدم باطلهم ويجعلهم تحت طائلة القانون والمحاسبة. كيف يقبلون بالعدالة الاجتماعية والعدل والمساواة وتنمية البلاد. وهم من تربو على الفساد والظلم واكل أموال الناس بالباطل.

 كيف يقبل زعماء العروبة و ملوكها رئيس منتخب يهتف باسم شعبه ويحمل هم أمته. ينحاز لخيارات الجماهير وينطق باسمها. وهم من أتوا على ظهر دبابة وبحماية من الأمريكان والتعاون مع الشرق والغرب والتحالف مع الاحتلال .كيف بهم وهم يمنعوا شعوبهم من التظاهر أو الانتقاد والتعبير عن الرائ.  كيف بهم وهم من ملئوا السجون ونصبوا المشانق لأبناء شعبهم .كيف يقبل من بنا مملكته على القمار ومداعبة الغانيات ومراقصة  الغاويات .أن يحكم مصر العروبة والإسلام  رجل بمواصفات الرئيس محمد مرسي .

كيف يقبلوا أن يحكم مصر من يؤمن بالله ربا و يقتدي بخير البشر محمد صلى الله علية وسلم ويسير على خطى المعتصم و يسكن بيت صلاح الدين  ويتغذى على ثمار زرعها قطز وسقاها الظاهر بيبرس. 

كيف يقبل الصهاينة أن يحكم مصر من يدعوا الله مع كل إشراقة شمس أن ينال الشهادة على أبواب القدس. ويعتبر قضية فلسطين قضية الأمة. ويعتبر الاعتداء على المقاومة في غزة خط احمر لا يمكن تجاوزه . وحرية الشعب السوري وحقه في تطهير البلاد من العلويين والشيعة . بل هم يقبلون بأمثال المخلوع مبارك ووزير خارجيته وهم يحتضنون لفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية  في قصر القبة وهي تعلن الحرب على المقاومة في غزة هاشم.

كيف لعالم تحكمه شريعة الغاب ويتلاعب به الهوا أن يعترف بالدمقراطية وانتخابات حرة تأتي برئيس لا يسير على الخط المرسوم له من قبل. 

لماذا هذه الوقاحة والخزي والنكوص عن الوعود والانقلاب على المبادئ والتنكر للوعود والتحالف مع الشياطين لمعاداة الحرية والديمقراطية  إذا أتت بالإسلاميين .الأمريكان لا يزالون يبحثون عن تعريف لما حدث في مصر والأوربيون يصرحون بخجل والأمم المتحدة تصرح من وراء حجاب والعرب جبناء استمرئوا الذل واستكانوا للرذيلة وقبلوا أن يكون في ذيل الأمم.

كيف يقبل جيش مصر الذي نشأ وتربى على التطبيع مع الاحتلال وتقديس الدعم الأمريكي والفساد والإكراه وظلم الناس. أن يحكم مصر أهل الحق وطلاب الحرية. كيف بهم يقبلوا أن يحكمهم رئيس يرى في الجيش صمام الأمان لمواجهة الأعداء وهم يرون في أنفسهم أداة لقمع الشعب وسلب مقدراته والحصول على الامتيازات والرتب الزائفة.

تعتقد فلول النظام السابق و قادة الخراب ومن معهم من العرب والعجم. بان الرئيس مرسي لو استمر في حكمه العادل سوف يلغي وجدودهم إلى الأبد. لو أنهم صادقون بوجود الأخطاء لتركوه يكمل الفترة القانونية ويبينوا للناس أخطائه ويثبتوا فشل مشروعه ويكتبوا بأيدهم شهادة وفاة المشروع الإسلامي.

لأنهم لم يجدوا إلا رئيس حر يحكم بالعدل ويحارب الفساد ويحاكم الظالمين وينصف الضعفاء و يطور البلد بالتنمية المستدامة والاقتصاد الشفاف و الاعتماد على الذات ووضع الخطط والبرامج لتنمية البلد ووضعها في مقدمة دول العالم. 

لهذا حاكوا الحيل ونسجوا خيوط المؤامرة وتلاعبوا بأحبال الشياطين وتنازلوا عن كل المبدأ ونقضوا كل العهود وتحللوا من كل الأخلاق مقابل أن لا يستمر حكم الإسلام.

               {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}   

أ.عمار أبو زنيد
ابو حذيفة
6/7/2013   




الأربعاء، 26 يونيو 2013

الإسفنج والممانعة


الإسفنج والممانعة

اختلاف المواد وتمايزها بصفات مختلفة عن بعضها البعض؛ جعلها تختلف في قدرتها على الممانعة، بحيث تتدرج من القدرة العالية للإسفنج على الامتصاص بدون حدود وضوابط، بلا أدنا رفض للسائل  المحيط ،وتركه أيضا، بكل سهولة ويسر، و بأبسط تأثر أو اضعف ضغط ، إلى صلابة الصخور وقدرتها على الممانعة أمام السوائل  المحيطة، وقدرتها على مواجهة الضربات وصمودها أمام الهزات ورفضها لكل الشوائب والمؤثرات.


وجود القناعات، والأفكار والمبدأ عند الناس يرتقي بوعيهم، و يُنير بصيرتهم، ويصوب مسارهم، بحث تصبح الحارس الأمين  على ميزان القبول و الرفض ، و جدار الممانعة، متحكمة بالمنافذ والمداخل، وحيث كانت هذه المبادئ راسخة؛ كان الميزان أدق واقدر على وزن الأمور، ووضعها في نصابها، وتقدير المواقف واستشراف المستقبل، ومتابعة قضايا الحاضر بكل دقة واقتدار.

إن اختلال ميزان الممانعة يجعل من الشخص يستقبل كل شيء. كل الأفكار لها متسع ،وكل المواقف لها تبرير، و كل النظريات لها مصداقية،  لا تكاد تجده يدافع عن شيء, متقلب ما تكاد تجده وافر الخير ممتلئ بالصدق والأمانة والإخلاص؛ حتى ينسلخ منها كالإسفنج والماء.

   يعتقد انه يستطيع أن يجمع بين المتناقضات ويقارب بين المتنافرات، مهما كان الاختلاف وبعد المسافة. حتى أن منهم من لا تجد عنده فرق بين المسلم وغير المسلم، بين من يجاهر بالمعاصر وبين من يقول ربي لله، بين من تخلى عن الأخلاق  ومن يحملها من أوسع أبوابها، بين من سلك طرق الضلال وبين من يسير على هدى من ربه ،بين من باع نفسه للشيطان ومن يلوذ بحمى الرحمن، بين من قضى عمره في الخيانة والنذالة وهتك الأعراض وتدمير البلاد ،و العمالة  مع الاحتلال ،وبين من يهتف باسم الوطن مع كل إشراقة شمس في عتمة الزنزانة.

من اختل ميزانه سهل عليه التعاطي والتأثر بكل شيء، تحده يغرد مع كل لحن، يردد كل شعر, ويتفاعل مع كل نثر. إذا دخل المحراب كان عابداً زاهدا، وإذا سمع دف وزغرودة أصبح رقاصا متمايل الأطراف, وإذا لمح الباطل تركل الحق، وإذا اضطر للكذب نسى الصدق، إن طاب سهره نسي الصلاة ......

هذا حال من ختل ميزان الممانعة عنده، واختلطت الألوان عنده والتبست أحوله، وتداخلت مواقفه. فأصبح التمايز بين الأشياء معدوم، كل شيء مبرر، ما دام يحقق المصلحة الخاصة ولا يعكر صفو حياته، و يضمن إشباع غرائزه، وهوى نفسه.  

الإسفنج يستقبل بسهولة ويِسر ،ويترك إذا بسهولة ويسر.

أ.عمار أبو زنيد
أبو حذيفة
21-5-2013
  

الرقص بين المطرقة والسنديان


الرقص بين المطرقة والسنديان

يعمل الإنسان في مهن كثيرة .منها ما يختاره رغبتا ومنها ما تجبره الظروف عليه...   ومنها و منها ...

أما أن تعمل في مهنة الحدادة فلا بدلك من قوة ساعد ،تساعدك على رفع المطرقة وضربها ،وكذلك لا بد من سنديان ثابت يتحمل قوة الضرب، وقوة ردة الفعل.

  هذا ما تحتاجه مهنة تطويع الحديد، ساعد قوي، ومطرقة ثقيلة، وسنديان ثابت، و قطع الحديد التي قدر لها أن تقع بينهما. فهي صاحبة الغرض ونتيجة الجهد، وثمرة الصبر، والأعين تنظر إليها، والقلوب معقودة عليها ،والكل يتطلع لها كيف ترقص مع ضربات المطرقة، وكيف تعمل بها يد الحداد، والكل يسمع صوتها وترنيمات السنديان؛ لدرجة أن بعض البلهاء يحسبها موسيقى تُعزف في ساعة صفا.

ثبات السنديان ،و توزع ضربات المطرقة على الأطراف، ووسط قطعة الحديد، يخرج شكلها النهائي. لكن هل مشابه لما تخيله الحداد؟ أم انه تحتاج إلى طرق إضافي و توزيع الضربات بشكل أدق، أو أنها تحتاج للهيب النار يكوي أجزاءها.  وهل تلبي حاجت من طلبها جميلة نقية؟.

كثرة الضربات، وبتر الأجزاء، ولهيب النار، لا يغير طبيعة الأشياء، بل ينقيها ويخرج الشوائب منها، ويعيدها إلى أصلها, فالحديد كلما طال ثباته تحت المطرقة، واشتد لهيب النار، ازداد نقائه، و لمع لونه، وتشكل ليلبي الحاجة المقصودة منه، ولو تركت لصدئت و تفتت  أجزائه وأصبح ماضي يتغنى به وذكر تهب نسماتها وتخبو.

هذا المنتج ما كان له يبهر الأبصار، و يشد القلوب، ويلبي الحاجة المقصد منه، ويسد الفراغ، ويسعد صاحبه، و يجعل الكثيرين يطلبون نسخ منه؛ إلا صبره تحت ضربات المطرقة التي لا ترحم، و تحمله قسوة السنديان. وكان الحديد يقول لا يمكن أن أتشكل، و ينتفع بي؛ إلا إذا وضعة تحت المطرقة و رقصة على السنديان ؛ لأٌخرج كل ما علق بي من الشوائب .

الأهل والأحبة في الشام كما هو حال الشعوب العربية المتطلعة للحرية والكرامة، لا بد لهم أن يصبر على ضربات المطرقة، و قسوة السنديان؛ ليكون المنتج نقي وتحفة ونواة يجتمع عندها كل محبي الحرية والعدالة.

أ.عمار ابو زنيد

ابو حذيفة

8/5/2013