أوراق الخريف
حياة الأوراق على
ضفاف الأغصان، يانعة مشرقة باسمه، تهز مع نسمات الهواء، تلمع مع إشراق الشمس،
تفاخر بخضرتها زرقة السماء وصفاء الماء، تزين الوديان وتغطي السهول, تحتضن الأزهار
،وتظلل الثمار، وتفرش بساطها للطيور المغردة والفراشات السائحة .
هذه الأوراق
الجميلة المفيدة, ما إن تقسو عليها الأيام و تتوال عليها الليالي. لتجعلها هباء
منثورا تسقطها الرياح و تبعثرها العواصف. منها ما يستقر بجوار الشجرة ومنها
ما يطير مع العواصف إلى أماكن بعيده.
سقوط الأوراق عن
أغصانها واستجابتها لتقلبات الطبيعة ومنطق القوى. يحمل بين طياته الكثير من
المعاني. قد يكون أولها أن جمالها وحسن منظرها وعطر إزهارها، لم يورثها القدرة على
تحمل الصعاب ،و الصبر على تقلبات المناخ من حرارة الصيف، وعواصف الخريف، وبرد
الشتاء مما جعلها تغادر بهذه السرعة.
وقد تكون
مغادرتها من باب إفساح المكان وإعطاء الفرص للتجديد. لتنبت أوراق جديد في
ربيع جديد يحمل معه نبات جديد وأزهار جديدة......
أما
الأغصان فتبقى موجودة لا تتأثر بتقلبات الطبيعة ولا تستجيب بسهول لمنطق القوة، فهي
شامخة مرفوعة الرأس، تنظر للسماء, تتحدى الرياح، تتحمل حرارة الصيف وبرد الشتاء،
تحمل بين أحشائها البراعم الصغير والآمال الكبيرة غير آبهة بالأوراق المغادرة
والظروف المعاندة.
أ.عمار أبو زنيد
أبو حذيفة
2/11/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق