القفص الظالم والمحكمة الهزيلة
يظن أهل الباطل أنهم يستطيعون أن يغيروا الواقع وطمس الحقيقة بتغييب أهلها ؛ بإيداعهم في السجون ومنعهم من ممارسة حقهم المكفول لهم بحكم القانون ومحاكمتهم بتهم باطلة وأراجيف كاذبة وإدعاءات ساقطة.
هذه الأقفاص
الظالم أهلها والمسرحيات–المحاكمات - والعبيد –القضاة-. تستطيع بتلك التفهات أن
تحبس بين قضبانها أجساد أهل الحق, وتمنعهم من الحركة خارج حدودها. لكنها لا تستطيع
أن تمنع هذا السيل العرمرم من الأنوار أن تنفذ رغما عنها؛ لتصل إلى القلوب المتعطشة
والعيون المنتظرة والأيادي الممدودة لتلتقي بها.
هذه الأقفاص التي
تحصر بين قضبانه أجساد أهل الحق لو قدر لها أن تنطق، وان تتصرف بإرادتها؛ لتحدثه
بلغة، وبكلمات أوضح من بياض الثلج، واسطع من نور الشمس؛ بأنها ترفض هذا الواقع
المقلوب. وان من يستحقون أن يجلسوا بين قضبانها منهم على منصة العدالة المفقودة،
ومن عينهم ليكونوا قضاة سوء و ظلم. لا يعرفون للحقيقة طرق ولا إلى العدل سبيل
بل هم مدلسين مأجورين. يحاولون قلب الحقيقة بتفسيرات، وأحكام ما انزل الله
بها من سلطان، ولا اقتنع بها أهل عقل ومنطق، وما اعترف بها صاحب خلق.
قد يستطيع
أهل الباطل عزل وسجن و محاكمة أهل الحق والشرعية بعد انقلابهم الأسود ظانين أنهم
يستطيعون طمس الحقيقة و قلب الأمور وخداع الناس. لكن حكمة الله بالغة بان الحق قوي
بذاته يستطيع أن يصمد أمام كل قوى الظلم والطغيان.
ظنوا أنهم
يستطيعون بسجن ومحاكمة الرئيس الشرعي المنتخب أن المعركة قد انتهت وان الأهداف
تحققت، وما بقية إلا تقسم الكعكة بينهم. وإذا بالشعب المصري يقف أمامهم أشبه
بالموج العارم والسيل الهادر يطاردهم في كل مكان و يتحداهم في كل زمان في الشوارع
ومحطات القطار والجامعات والمساجد...
إن حبست الأقفاص
بين قضبانها الأجساد فإنه أعطتها الفرص ليعلوا شأن أصحابها ويتضح صدقها و ينتشر
مبدئهم بين أرجاء المعمورة. ليصل هداهم إلى كل فرد يعيش على هذه الأرض و يريد أن
يعرف الحقيقة. ليعرف الناس أن هناك ظالم وان هناك مظلوم وان هناك صاحب حق وهناك
صاحب باطل ...
أ.عمار ابو زنيد
ابو حذيفة
10/11/2013
بغض النظر عن انهم مظلومين او لا.. أولئك كانوا في يوم من الايام على سدة الحكم في مصر وفعلوا وقالوا كل ما يحلوا لهم ونالوا من بريق السلطة قدرا عظيما وعلوا علواً كبيرا ما يغنيهم عن هذه الاقفاص كي يوصلوا رسالتهم ويوضحوا اهدافهم وينفذوها هذا لو كانت موجودة أصلاً.. فلم يكونوا على قدر الطموح والآمال التي انعقدت عليها قلوب المحبين للعدالة والحرية لم يتمكنوا من ان يكتبوا اسمائهم بأحرف من نور على صفحات التاريخ كانوا كأي جماعة سياسية متلهفة الى السلطة مستعدة ان تدفع بكل تاريخاها ثمناً للوصول لها وهم فعلوا ذلك كالفراشة حينما تنجذب الى النار فتحترق وتموت.. بريق السلطة اعمى اعينهم وهذا بعيداً عن التحليل المتداول حول تواطؤهم مع الامريكان وتنفيذ مخططات تخدم اسرائيل مقابل تسهيل وصولهم الى السلطة وبقائهم فيها.. ممارساتهم وادارتهم للشؤون الداخلية والخارجية كانت غير واقعية وضيقة بضيق جماعة الاخوان لم يستطيعوا ان يتصرفوا كدولة.. ومن يتباكى عليهم -وأحسبك منهم- هم اولئك الذين تملكتهم فكرة الدولة الاسلامية وما تعنيه من عدالة ونصرة للمسلمين فعاشوا في حلمها او قل عاشوا من اجلها وعندما سقط مرسي لم يستطيعوا ان يعودوا الى الواقع فبقوا هناك مع الفكرة واصبحوا يتحدثون مطولاً عن الشرعية لأن مرسي كان عنوان لذلك الحلم الذي كُتب عنه لسنوات طويلة في مذكرات وادبيات الجماعات الاسلامية، لا أحد يريد منهم ان يصدق ان هذا الحلم انتهى في ليلة وضحاها.. فرفضوا ما حدث دون تمعن وتمحيص في الاخطاء التي اقترفها جماعة الاخوان ومرسي وادى الى هذا السقوط المدوي.. لا يريدون ان يراجعوا حساباتهم لأن البعض دفع بكل رصيده في سبيل الوصول الى السلطة وراهن على النجاح الذي كان يظن انه يستمده من الله لأنه كما يظن في فريق المؤمنين ضد العلمانيين وغير المؤمنين.. هذه العاطفة في الدفاع عن المظلوم واصحاب الحق هي عاطفة لها تقليدها التاريخي في ادبيات الجماعات الاسلامية يستحضرونها في كتاباتهم كلما خسروا موقفا او جزءا من سلطة وهي لا تستقيم مع التحليل العلمي للأمور ان النتائج كان لها مسببات علينا مراجعتها.. ان الخاسر الاكبر في هذه المعركة هو الاسلام لأنه صار يستخدم في معارك سياسية عبثية لا تؤدي لأي تقدم.. والخاسر الثاني هم الشباب المتمسك بدينه الذين وجدوا انفسهم في اتون معركة لها جذورها التاريخية فما كان لهم الى ان يدافعوا عن الفئة المظلومة حسب زعمك دون ادراك للأهداف والغايات الاعظم التي يجب ان يسخروا طاقاتهم نحوها.. هذا الانقسام الحاد في المجتمع الاسلامي مسؤول عنه تلك الجماعات الاسلامية التي دخلت الى السياسة وهي تركب الدين وتقاتل الاخرين بسيفه.
ردحذف