السبت، 6 يوليو 2013

سنة وثماني وأربعون ساعة

سنة وثماني وأربعون ساعة

هذه هي المدة التي قدر للإسلام السياسي "جماعة الإخوان المسلمين". أن يحكم في بلاد النيل وقاهرة المعز و بلاد عمرو بن العاص. بعد أن فازوا بانتخابات حرة ونزيهة شهدها العالم و راقبها القضاء وباركها كل من يحترم حرية الإنسان وكرمته. وعاداها أهل الظلم والبلطجة ومن لف لفهم من المرجفين والعملاء المتحالفين مع الصهاينة والإمبريالية الغربية الاشتراكية الشرقية.

هذه السنة والساعات القليل هي الشامة العالية والمنارة المضيئة والنموذج الذي يفتخر بها كل مسلم غيور على دينه وكل عربي يعتز بعروبته وكل حر يؤمن بان الناس يولدون أحرار كرماء. 

هذه الفترة البسيطة من الزمن كان بها  الكثير من الأحداث والمؤامرات الدنيئة من الداخل والخارج  وعقد التحالفات المشبوهة  المليونيات المأجورة –عمال اليومية – والأباطيل الزائفة والتلاعب بالاقتصاد ونشر الشائعات وترويع الناس والتهجم والسب بغير حق واستغلال القضاء والامتناع عن العمل...... كل هذا حدث في سنة وثماني وأربعون ساعة ولعل مؤسسة تحترم نفسها تخطط لعمل مشروع تحتاج لضعف هذه الفترة لوضع الخطط قبل التنفيذ. فكيف بدولة حكمها الفساد أكثر من نصف قرن يطلب حل مشاكلها بلمح البصر.

الشعب المصر حينما اختار الإسلام وسلم الحكم إلى من رأى فيهم الأمانة والعدل والقدرة على الحفاظ على الأرواح والأوطان والأموال. لم يكن شعب غبي و جاهل مسلوب الإرادة مكبل الأيادي. يسير على غير هدى. بل كان يعي كل المعيقات ويتوقع المؤامرات وان أهل الباطل لن يتركون فرصة أو موقف من اجل النيل من إرادة الناس وحريتهم.

كيف لا يكون ذلك وهم المستفيدين من الفساد وتعطيل القانون. كيف لا وهم من بنو القصور و جمعوا المليارات من دماء البسطاء والفقراء  .وهم من سلبوا الأراضي واستباحوا الأعراض وباعوا الأوطان وتنازلوا عن كرامة الإنسان وسلموا رقابهم للأمريكان وفعل كل شيء مقابل مصالحهم الخاصة.

كيف بهم يقبلوا رئيس يحكم بالعدل و يعيشون  بين شعب حر ينتقد ويراقب ويعترض ويقول لا بأعلى صوته .فهذا يهدد مصالحهم و يزعزع عروشهم ويزلزل كيانهم ويمحق ظلمهم و يهدم باطلهم ويجعلهم تحت طائلة القانون والمحاسبة. كيف يقبلون بالعدالة الاجتماعية والعدل والمساواة وتنمية البلاد. وهم من تربو على الفساد والظلم واكل أموال الناس بالباطل.

 كيف يقبل زعماء العروبة و ملوكها رئيس منتخب يهتف باسم شعبه ويحمل هم أمته. ينحاز لخيارات الجماهير وينطق باسمها. وهم من أتوا على ظهر دبابة وبحماية من الأمريكان والتعاون مع الشرق والغرب والتحالف مع الاحتلال .كيف بهم وهم يمنعوا شعوبهم من التظاهر أو الانتقاد والتعبير عن الرائ.  كيف بهم وهم من ملئوا السجون ونصبوا المشانق لأبناء شعبهم .كيف يقبل من بنا مملكته على القمار ومداعبة الغانيات ومراقصة  الغاويات .أن يحكم مصر العروبة والإسلام  رجل بمواصفات الرئيس محمد مرسي .

كيف يقبلوا أن يحكم مصر من يؤمن بالله ربا و يقتدي بخير البشر محمد صلى الله علية وسلم ويسير على خطى المعتصم و يسكن بيت صلاح الدين  ويتغذى على ثمار زرعها قطز وسقاها الظاهر بيبرس. 

كيف يقبل الصهاينة أن يحكم مصر من يدعوا الله مع كل إشراقة شمس أن ينال الشهادة على أبواب القدس. ويعتبر قضية فلسطين قضية الأمة. ويعتبر الاعتداء على المقاومة في غزة خط احمر لا يمكن تجاوزه . وحرية الشعب السوري وحقه في تطهير البلاد من العلويين والشيعة . بل هم يقبلون بأمثال المخلوع مبارك ووزير خارجيته وهم يحتضنون لفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية  في قصر القبة وهي تعلن الحرب على المقاومة في غزة هاشم.

كيف لعالم تحكمه شريعة الغاب ويتلاعب به الهوا أن يعترف بالدمقراطية وانتخابات حرة تأتي برئيس لا يسير على الخط المرسوم له من قبل. 

لماذا هذه الوقاحة والخزي والنكوص عن الوعود والانقلاب على المبادئ والتنكر للوعود والتحالف مع الشياطين لمعاداة الحرية والديمقراطية  إذا أتت بالإسلاميين .الأمريكان لا يزالون يبحثون عن تعريف لما حدث في مصر والأوربيون يصرحون بخجل والأمم المتحدة تصرح من وراء حجاب والعرب جبناء استمرئوا الذل واستكانوا للرذيلة وقبلوا أن يكون في ذيل الأمم.

كيف يقبل جيش مصر الذي نشأ وتربى على التطبيع مع الاحتلال وتقديس الدعم الأمريكي والفساد والإكراه وظلم الناس. أن يحكم مصر أهل الحق وطلاب الحرية. كيف بهم يقبلوا أن يحكمهم رئيس يرى في الجيش صمام الأمان لمواجهة الأعداء وهم يرون في أنفسهم أداة لقمع الشعب وسلب مقدراته والحصول على الامتيازات والرتب الزائفة.

تعتقد فلول النظام السابق و قادة الخراب ومن معهم من العرب والعجم. بان الرئيس مرسي لو استمر في حكمه العادل سوف يلغي وجدودهم إلى الأبد. لو أنهم صادقون بوجود الأخطاء لتركوه يكمل الفترة القانونية ويبينوا للناس أخطائه ويثبتوا فشل مشروعه ويكتبوا بأيدهم شهادة وفاة المشروع الإسلامي.

لأنهم لم يجدوا إلا رئيس حر يحكم بالعدل ويحارب الفساد ويحاكم الظالمين وينصف الضعفاء و يطور البلد بالتنمية المستدامة والاقتصاد الشفاف و الاعتماد على الذات ووضع الخطط والبرامج لتنمية البلد ووضعها في مقدمة دول العالم. 

لهذا حاكوا الحيل ونسجوا خيوط المؤامرة وتلاعبوا بأحبال الشياطين وتنازلوا عن كل المبدأ ونقضوا كل العهود وتحللوا من كل الأخلاق مقابل أن لا يستمر حكم الإسلام.

               {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}   

أ.عمار أبو زنيد
ابو حذيفة
6/7/2013   




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق