السبت، 23 مارس 2013

سكان الفردوس الشيخ احمد ياسين


سكان الفردوس
الشيخ احمد ياسين
هم العظماء الذين اختارهم الله لحمل رسالة التوحيد وعقيدة الإيمان، يصنعهم على عيّنِه، ويربهم على دينه، ويزكيهم بأخلاق القران؛ ليكون منارات في ظلام الجاهلية، ينيرون طرق الخير والوحدة والمحبة بين أبناء شعبهم، و يكونوا نموذج للتضحية والفداء، ليرتفع شئن الأمة بهم. 
 ولد شيخ المجاهدين  في قرية الجور في الجزء المحتل من فلسطين عام 48  ليعيش حياة اللجوء والتشرد كباقي أبناء الشعب ، بما تحمله كلمة اللجوء من معاناة وظلم  و مأساة . لبيداء حياته لاجئ في مخيمات الصمود والعودة في قطاع غزة .
هذا الإنسان  المعجزة الذي غيّر قواعد المستحيل ،وكسر نظريات العجز ، وألغى أفكار الجبن والاستسلام، وأعلن التمرد على الظلم، والرِضا بالواقع، والذلة وقلت الحيلة والمهانة والانكسار ؛ ليرفع لواء التوحيد أمام عواصف  الاحتلال، و خرافات الجبناء ،ويبدأ مشواره في حمل الأمانة  يسير بكل خطا واثقة بنصر الله ، وإقدام ويقيّن أن صاحب الحق قوي بحقه ،والباطل ضعيف بظلمه ،مهما كانت قدرات الباطل المادية ومهما علا وبطش وتجبر.
لما كان حال الأمة المرير في ثمانيات القرن الماضي، وما أصابها من وَهن و إتباع الشهوات والانشغال بالحياة الخاصة ... ، فإذا به يشعل ثورة غيّرت قواعد المعركة ورفعت من شئن الأمة ، من أنساس يبحثون عن حياة إلى أصحاب قضية عادلة ،ومن الاهتمام بالذات إلى التفكر في قضية الأمة المركزية ؛ لبيداء مشوار المقاومة والجهاد معلنا عن ميلاد المشروع الإسلامي في ارض الإسراء والمعراج .
وكانت البداية في منزله البسيط .حيث انطلقت مسيرة الخير والتضحية تنشر أفكارها في ربوع الوطن مع إشراقة كل صباح، و مع غروب كل يوم، ومع حبات المطر ،ونسمات الرياح ؛ليصل نورها إلى كل بيت ويتنفس عطرها الرجال، وتلامس مشاعر الملايين من المسلمين .
فكانت فلسطين وشعبها مدار اهتمامه  يذّكره قولا، و ينحتها  صورة ، ويحملها همّاً ، و يتنقل حيث أتيحت له الفرصة، يبني المؤسسات ،ويداوي الجراح ،ويرفع المعنويات، و يشد الأزر، ويروّح عن النفوس المكلومة ، ويقوي العلاقات، و ينسج خيوط الأمل، والمحبة بين الشعب الواحد.
  كيف به وقد أصابته الإعاقة مبكرا و تفقّدته الأمراض وأصابه من الآلام ما أصابه ، رغم كل هذا وذاك،  بقيّه يحرك مسيرة الخير بكرسيه المتحرك ،ويهز كيان المحتل رغم شلل قدمه ،ويطلق رصاصة العودة والاستقلال رغم شلل يمينه ، وينير الطريق الحق رغم فقد البصر، و يصدع بالتوحد رغم ضعف السمع .
كيف لا تكون الشهادة نهاية من داوم على صلاة الفجر في جماعة ، ورفع شعار التوحيد ، و إطلاق مسيرة الخير و إشعال شعلة الاستقلال، وأنار طريق العودة للقدس ويافا. 
رحمك الله شيخ فلسطين وإمام المجاهدين وأسكنك الفردوس الأعلى مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن   رفيقا.

أ‌. عمار أبو زنيد

أبو  حذيفة

22/3/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق