لا
يعمَّر فيها ظالم
الجراد
يأتي الزائر الجديد
إلى بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ليغزو المنطقة بأعداد قليلة حتى الآن، وتكثر
التحليلات والتعليقات على هذه الزائر ،كونه من الظالمين الذين يزورون هذه البلاد
فيأكل الأخضر، ويتلف اليانع، ويجرّد الأغصان ، ويغتال الأزهار؛ وكأن بيت المقدس فيها
فسحه لظالم جديد.
هم زائرون فقط
! سواء الجراد أو من اتخذ من الظلم منهجا ، ومن التهجير طريقا ،ومن القتل نهاية
،ومن السجن حلا ،هم زائلون لا محالة مهما عملوا، وظُلمُِهِم حقوق الناس لاحِق بهم ،والأصل
الطيب باقي في هذه الأرض مهما ضعف وقل أعوانه ،وأما الزبد فيذهب جفاء.
الجراد مخلوق من
مخلوقات الله يسير بقدره ويحيى ويموت بقدره ،يوجهه إلى أي بلد يشاء، لعل أهلها
يتعظوا من نهاية ظلم ، فيكفوا أياديهم عن البطش بأولياء الله ،ويُغلقون أعينهم عن
متابعة الصالحين و يصموا أذانهم عن تتبع عورات المؤمنين.
الجراد ظالم! وهذه
شيء يقره الجميع ؛لأنه يأكل ما لم يزرع، ويتغذى محاصيل لم تعرفه يوما عاملا فيها،
وهو لا يبقي ولا يذر، فأمامه اخضر وخلفه يابس ، هذا ظلم الجراد ،ظلم الفطرة
المودعة فيه، فهو يأكل ويُتلف المزروعات عن دون قصد وتدبير ومكر بالليل وسعي
بنهار، تُطلق عليه صفة الظلم؛ لتعديّه على حق غيرة وسلب جهدهم وعرقهم ،وحرمانهم
ثمرةً ينتظرونها بفارغ الصبر.
وإذا كان هذا الظلم
لا يدوم وكما قيل "دوام الحال من المحال" في ارض الإسراء والمعراج
. فكيف سيدوم ظلم من احتل الأرض، وقتل أهلها، واكل زرعها ،وسلب خيراتها، ودنس
مقدساتها ،ونبش قبور الصالحين فيها، وتخطى كل محرمات الأديان، ومحظورات الأخلاق
والأعراف الدولية .
طاب خاطري وتفاءلت
لقدوم الجراد، ليس لأني أحب الضرر ،و تخريب المحاصيل، وقطع الأرزاق عن عباد الله
"الخلق عيال الله"، بل، لأني وجدة بقدومه رسالة لكل الظالمين على هذه
الأرض؛ أن اتعظوا وتذكروا أن ظلم لا يدوم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس مهما
علا في البنيان ، وطال به الزمان ؛فمصيره الزوال لا محالة .
فتوبوا
إلى الله، وتحللوا من خطايا الناس قبل يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
فأرى
قدومه موعظة وتذكير للظالمين
أ.عمار أبو زنيد
أبو حذيفة
12/3/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق