خريطة الوطن
وطني لو شغلت
بالخلد عنه .. نازعتني إليه بالخلد نفسي
أ.حمد شوقي
فلسطين صاحبة القدسية
المكتوبة منذ الأزل في اللوح المحفوظ ،نطق بها القران الكريم في الكثير من
آياته ، ووهبها البركة في بداية سورة الإسراء لتشمل من حولها، و جعلها
أية ترى على مر السنين ، فهي مُباركه وحدود بركتها رسمها العلي القدير ، قبل سياسة التعامل مع الوقع ومداراته، وسياسة العالم
يقف على رِجلٍ واحدة ،وسياسة على الضعيف دفع الثمن، وسياسة خذ وطالب ....
الأرض
التي عاش على ترابها اليابوسييّن و الكنعانيين ... قبل الميلاد , وصعد من على
صخرتها سيد ولد ادم إلى السماء العلى ، معلناً فتحها روحيا وربطها عقائدياً
بالبيت الحرام ،و فتحها ابن الخطاب بثوبه المرقع , واستشهد على ثراها خيرة
الصحابة ، وأتاها الفاتحين على مر العصور يهللون ويكبرون
ليعيدوها إلى حظيرة الإسلام والعروبة .
هذه
البلاد يعرف حدودا التاريخ بما حوا من معارك وفُتحات ، يعرف حدودها الأنبياء
والصالحين بما حملوا من عقيدة وآيات ، ويعرف حدودها من ولِد في مدنها و قراها،
يعرف حدودها من دَفنوا أحبائهم شهداء في مقابرها ،يعرف حدودها من أفنى شبابه بين
القضبان ليرها حرة ،يعرف حدوده من تجرع ألم الإصابة و الإعاقة الدائمة ليراها
سليمة معافاة, يعرف حدودها من تركها خضراء يانعة قبل أن يستقر به المقام في مخيمات
العودة والتحرير.
والطبيعة
تعرف حدودها أيضاً، فَمدُ وجزرُ المتوسط يرسمها غربا ،ونهر الأردن يحضنها
شرقا، ليبقى الماء شاهدا على مر الزمان بان فلسطين يُحددها الماء من
الغرب والشرق .
وإذا
كانت حقيقة حدود فلسطين تزعج بعض الزائرين وتحرج المستقبلين ،و تنغص عيش المجاورين
وتقهر المعتدين .فهذا شئنهم، فإذا أردوا غير ذلك ؛فلهم أن يشربوا ماء المتوسط ، وان
يهدموا نهر الأردن ،وان يقرؤوا غير سورة الإسراء.
فخارطة
فلسطين ليست رسم على حجر تزيله الجرافات، ولا حروف على ورق تمحوه
الأيادي، ولا شعر تقلب أجراسه، ولا نثر تغّير عبارته ،و لا قلائد تحلي الأعناق،
ولا حجارة تبنى بها الجدران، و لا تراب يزرع و ماء يشرب فقط، بل هي
عقيدة ودين، رسم حدودها وبركتها من خلق السماء فرفعها وخلق
الأرض فبسطها .
أ.
عمار أبو زنيد
أبو
حذيفة
20/3/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق