الثلاثاء، 2 أبريل 2013

ربيع الحياة

ربيع الحياة

مع صباح أيام الربيع وإشراق شمس المحبة والخير على وجه الأرض المكسوة  بالأخضر ، المزينة بالأقحوان والحنون وشقائق النعمان وباقات النرجس و زهر البرتقال وعطر الليمون وثمار البرقوق الفتية التي  تكاد تفصح عن وجودها يبدأ فصل الربيع.

الربيع الأخضر، بما يحمله من جمال و عطر ،  ما هو إلا عواصف الخريف و برد الشتاء؛ فكلما كان البرد قارصا والعواصف شديدة والحرارة متدنية والسماء مليئة بالغيوم ،  والرياح تهز جذور الأشجار والبرد يجمد دم العروق, والشمس تشرق على استحياء ؛ يأتي بعد ذلك الربيع بما فيه من خضرة تريح الأبصار وعطر يشرح الصدور.

بنيت الحياة على مكابدة الصعاب وتحدي الظروف والصمود أمام العواصف ودفع الثمن مقدماً، و العمل المتواصل من الصباح الباكر إلى المساء والتشمير عن السواعد والعمل بكل جد و مثابرة ومغالبة شهوات الراحة والكسل.

من يقبل هذه النظرية و يلتزم بشروطها ويصبر على قسوتها ؛ يكون له ربيع طويل يجد فيه المتعة والراحة ولذة الانتصار ؛ أما من يرد أن تبدأ الحياة بالربيع دون عواصف الخريف وبرد الشتاء حاله أشبه بحال من يدخل الهيجاء بدون سلاح .

إذا احتاج الربيع إلى كل هذه المقدمات من رياح وعواصف وبرد ومطر وثلج وصقيع....على مدار نصف عام – فصلي الخريف والشتاء- ليظهر جمال الربيع في أيام. كيف بمن يرد ربيع الجنة وبما تحويه من أشجار وانهار وحور....  فيها مالا عين رأت ولا ادن سمعت ولا خطر على قلب بشر؛ بدون إخلاص  النية وصدق الكلام وطيب الأخلاق والصبر على الابتلاء والرضا بالقضاء وعدم مجاراة السفهاء و إتباع الهوى والشهوات.

  الكثير من   الناس يتناسى هذه الحقيقة ويغلق عينيه و يصم أذنيه، لا يرد إلا جمال الربيع يتمتع ويلهو ويسهر و يتكلم.... ليكتشف بعد مرور الزمن أن الربيع الطويل يحتاج إلى شتاء طويل.


من يلهو وقت زرع البذور و حراثة الأرض عليه آلا يتأمل وقت الحصاد.

أ‌.   عمار أبو زنيد

أبو حذيفة

1/4/2013






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق