دورة
الحياة
الإنسان
... الشجر ... الحيوان
تعيش الكائنات الحية على الأرض تقتسم عَبق الحياة بينها.
وتُكمّل بعضها بعض؛ لتشكل دورة الحياة تتبادل فيها الأدوار. كل كائن يساهم بطريقة
في حياة الكائن الأخر. بشكل مباشر أو غير مباشر وبنسب متفاوتة.
تتجلى قدرة الله في صنع الخلق أن جعل الماء سر الحياة، و
حامل ديمومتها. فهو مركب يحمل من الصفات ما يصعب وصفه. حيث أنه مكون أساس في كل
نواحي الحياة. فهو أول مبادئ المساواة بين المخلوقات؛ حيث انه القاسم المشترك
بينها؛ يربط جميع الكائنات الحية برباط المساواة في عدم القدرة على الاستغناء
عنه.
تتبادل الكائنات الحية الحياة بطرقة تسليم يد ليد , بحيث
تبدأ الشجرة حياتها، وهي تتغذى على العناصر الموجودة في الأرض ممزوجة
بالماء؛ لتنتج الأوراق والثمار. منقية الهواء ،مرطبة الأجواء ، ضامه تحت ظلّها
الإنسان الباحث عن الراحة ،حاملة على أغصانها طيور المغردة ، مغذية بثمارها من قدر
له فيها نصيب من إنسان أو حيوان أو نبات.
حق لنا أن نسأل أنفسنا عن مصدر هذه الفاكهة اللذيذة ؟
من أين أتت بهذا الطعم الحلو ،وجمال الشكل ،وسحر الألوان ،ولذة
المذاق؟ لنتفاجأ أن هذه العناصر والأسمدة هي بعض أجزاء الرفات المتحلل للبشر
والشجر و الحيوان. حللته الطبيعة إلى عناصر أساسية ليعاود
الكره من جديد في مسيرة الحياة .
لذا قد نأكل فاكهة تغذّت على عناصر حللتها الطبيعة
في بلاد لا نعرف عنها إلا الاسم، وقد نتغذى على فاكهة قدر لجذورها أن تصل
إلى أعماق الأرض لا نعرف شيء عن محتواها.
وقد تكون هذه العنصر في يوم من الأيام في جسد ملك متجبر أو مسئول
مغمور في غروره أو مؤمن قضى حياته على سجادة الصلاة أو فلاح لم يفارق فأسه
يوما أو فقير لم يشبع الخبز أو أسد ملك من حوله أو حيوان ضعيف يأتيه رزقه
بدون حول منه ولا قوة أو كائن بحري لا تعرف عنه شيء في ظلمات المحيطات .
أما الهواء الذي نتنفس. هل تعرف عنه شيء، وأين كان مودع
قبل أن يأتي أليك. من تنفسه قبلك، ومن سيتنفسه بعدك. هل كان هذه الهواء في جوف
إنسان ظالم لم يعرف للإنسانية مبدأ أو خلق أو تنفسه من رسم الرحمة والمحبة
بريشة الإخلاص والتقوى على جبين الزمن.
هل سئلنا أنفسنا أي نبات حوّل هذه الغازات إلى هواء نقي.
أهو نبات جذوره ضاربة في الأرض و أغصانه تعانق عنان السماء، أو نبته قدر لها أن
تنبت في مكان لا تسر إن رأيته. هذه الأشجار الكبير التي تعيد للهواء نقاءه.
أين نبتت ؟ في قعر واد سحيق أم في قمة جبل عال.
إذا كنا نتبادل الحياة بهذا الشكل. نتنفس
هواء لا نعرف مصدرة ، ونتغذى على فاكهة لا نعرف أين نبتت، وعلى أية عناصر تغذت ,و
نشرب ماء لا نعرف أين كان مودع قبل، أهو مّرَ في جوف حيوان في لجة بحر ،أم
هو عرق فلاح تبخر من لهيب الشمس أو قطر ماء ارتشفها عصفور مغرد أو شربها عدو أو
صديق .
إذا كانت حياتنا متكاملة بهذا الشكل؛ فارضة علينا المساواة
في سر الحياة (الماء والهواء والغذاء) لماذا نعيش هذه الحياة بكل هذه الصلف والظلم
والتكبر، وبطر حقوق الناس،والتلذذ بالتعدي على الحرمات و مصادرة الحريات و فعل
الموبقات ونهب الخيرات و تجاوز المسلمات.
أ.عمار
أبو زنيد
أبو حذيفة
8/4/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق