الديمقراطية بين النظرية
والتطبيق
احترام إرادة
الناس ... الشعب يختار... تطبيق الوعود خَيارنا ... الإنسان أغلى ما نملك
... نحن منكم ولكم ... أعطونا الفرصة وانتظروا النتائج ... والكثير من هذه الشعرات
البراقة ...
الديمقراطية وحرية الاختيار
والاحتكام إلى الشعب. عبر صناديق الاقتراع حق مكفول للناس أن يمارسوه في اختيار من
ينوب عنهم في صون الحقوق الشخصية والعامة والمحافظة على مؤسسات البلد وتطويرها
،والبعد بها عن العشوائية ،و التفرد ،والاستحواذ ،و سياسة اللون الواحد.
ما تكاد تسمع مثقف
يتحدث إلا وتغنى بالديمقراطية، ولا تكاد تناقش من تصبو نفس إلى كرسيّ في مؤسسة ( تعيين
أو ديمقراطية عرجاء)؛ إلا و يبدأ يشدُ بها ،ويلصق نفسه بمبادئها التصاق الإنسان
بجلدة . لتسمع الكثير عن حرية التعبير وكرامة المواطن وحق الاختيار ..... وان
الشعب مصدر السلطات .... ؛ فتشعر أن هذا ما يحتاجه الناس ليتخلصوا من أعبائهم،
ويحفظوا حقوقهم ،وترتاح سرائرهم، وتنتعش صدورهم، و يطمئنوا على مستقبل بلدهم ،وان أبنائهم
سيعشون في ظلال الحرية والكرامة، والمساواة في الحقوق و الواجبات، والقدرة على
المنافسة بكل شفافية، وما عليك إلا أن تمنحهم الثقة لتعيش في المدينة الفاضلة بكل ما فيها
من : حرية وخيرات وانهار وجنان وأحلام.
صندوق الاقتراع هو أهم عناصر
الديمقراطية، وهو أساسها، ومرسخ مبدأ المساواة. تحمل شفافية لونه الأبيض الكثير من
معاني الراحة، و تنشر قفوله الكثير من الثقة ، وصديقه الحبر السري يضمن صدق
النتائج، ومصداقية من يحرسونه بأعينهم تذهب كل ريبة . هذا حال صندوق الاقتراع الذي
يصبو الشعب للوصول إليه لعبروا عن إرادتهم، ويختاروا من يحافظ على حقوقهم و
يسوسهم بالعدل.
أمام هذه العظمة للصندوق والشوق لما
يحمله من نتائج. يَتغنى به المرشحون، وطالبي الرئاسة في المؤسسات العامة والمجتمعية،
ويتغزل به أصحاب الفكر من شتى مشاربهم .وتبدأ قصائد المدح تنثر
حروفها ،والحان الحرية تنشر نغماتها ،والألوان الساحرة ترسم صورة الأمل في
العيون المتطلعين لتخلص من سياسة اللون الواحد ،واستغلال النفوذ، وما
أريكم إلا ما أرى ... أنصتوا ولن أنساكم ...
وبعد كل هذا التنظير وهذه
الشعارات البرّاقة تجد نفسك أمام سراب في الصحراء قاحلة ؛خلت من كل شيء إلا غُبار
شعارات التقدم ونظريات الحرية. التي يستخدمها قائليها لدغدغت مشاعر البسطاء ،و حبك
الحيل في أذهان المثقفين؛ ليصلوا إلى كرسي المسؤولية باسم صندوق الاقتراع.
إذا كانت شهية المسؤولية تتحكم
بالناس لهذا الحد؛ لدرجة أنها تنسيهم كل ما يحملون من أفكار وتاريخ في مقاومة الاحتلال
وحملوا ما تنوء عن حملِه الحبال. وإذا بهم يقبلون ديمقراطية عرجاء ونتائج على
المقاس وعضوية الأصدقاء الصامتين. هذا إن سُمِح بالانتخابات، و إلا فهي من
المحرمات في ظنّ الكثيرين .ممن يديرون مؤسسات العامة والمجتمع المدني بكتب التعيين. لهذا تجد
مؤسسات حرمت فيها الانتخابات منذ أكثر من ربع قرن أو يزيد، وكأنها أصبحت من موروثات
الأجداد للأحفاد .
من يتغنى بالديمقراطية، ويكتب
عنها السطور و ينشدها مع كل صباح ؛عليه أن لا يقبل بها عرجا تحاك نتائجها بليل .أو
أن يفرض نفسه بتعين صادر من إرادة الواقع؛ مُغفل حق الناس في الاختيار من ينوب
عنهم.
الديمقراطية وسيلة للحكم
تنتهي بعد سنوات محدودة، وليست وسيلة للاستبداد إلى الأبد.
أ.عمار أبو
زنيد
أبو حذيفة
9/4/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق