السبت، 23 فبراير 2013

ساكن الزنزانة "أيمن الشراونة وسامر العيساوي"




ساكن الزنزانة

"أيمن الشراونة وسامر العيساوي"



يحيى أهل الحق الحياة بروح ووجدان ،متّجهون إلى مبدأ وفكرة يشعرون بوجودهم بحملها ،كرجال يدبون الخطى على صخر المستحيل، غير آبهين بكثرة الشوك ،ودقة المنعطفات ،وطول الطريق، وقلة السالكين ، وظلمة الليالي. قاهرين قوة الظلم ،متحدين الواقع بكل أمل، رافضين التعايش مع الذل بكل عنفوان ،عازفين نغم الحريّة رغم سوط الجلاد ،و بطش السجان ،رافضين التّودد والتبسم في وجه من صادر حريّتهم، وأودعهم مقابر الأحياء.



كيف يؤمن بالمستحيل، من كسر عزيمة سجانه، وسخر من قيّده، وتحرر من كل مظاهر العبودية و الضعف ، وترك عن كل شيء يتغّذى عليه الجسد ، واتجه إلى تغذية الروح بالإيمان والأمل . تاركا صفات أهل الدنيا متجها نحو صفات أهل الآخرة، متغذي بالتسبيح ،مستأنس بالله ،شارب كأس الكرامة والإباء ،متنفس هواء الحرية والفداء.



  ما هذا الشموخ! من رجل هزل جسده ونحل عوده وهمدت أعضاءه.

 ما هذا الكبرياء ! من رجل يتحدى القوة بالضعف ،والطعام بالجوع و الماء بالعطش ،والمرض بالصحة.

ما هذا العنفوان! من رجل يتحدى القيد بالحرية، والجدران الضيقة بسهول جنين والسقف المتدلي بجبال الخليل والبرد بحرارة صحراء النقب والريح بعطر بساتين يافا .



فإذا تغنى أهل الأرض بقوة الجسم هناك من يتغنى بقوة الروح والإيمان، وإذا ارتاح الناس في الفراش وعلى الوسائد المخملية، هناك من يفترش جسده البلاط، ويتوسد جبينه الكريم الحذاء، ويلتحف السماء، فإذا تمتع الناس بجمال الألوان، ونعومة الملمس هناك من لا يعرف إلا لون الجدران القاتمة والأيادي الخشنة والوجوه الكالحة  ولا يسمع إلا الألفاظ   النابية ولا يشتّم إلا رائحة البطانية المتعفنة لا يقدر على قضاء حجته بدون إذن السجان.



رغم كل هذه العناء وهذا البؤس تجدهم يرسمون على وجوه سجانيهم الذل والاحتقار. وينشد على جرح الألم أغنية الوطن،  بلحن على هزّات القيد، يشدون بها على هضاب الحرية، و يحفرنها على جدران الزنزانة  معلنين أنهم  أقوى من كل ما ترى أعينهم ، اصلب مما وضعوه في معاصمهم، اشد من حديد قفول سجانيهم  في طلب حقهم بالحرية والكرامة.

 ولهم أيضا قلوب  ارق من نسمات الصباح وأخف من همس النحل على الياسمين. يشدون نحو الحرية والكرامة والأهل والوطن . فهم رغم كل هذا من طينة البشر  .



 عهدهم أن لا تَلن لهم قناة، ولم تهن لهم عزيمة فما عهدنا     ؟!؟!؟!؟!؟



أ.عمار ابو زنيد

ابو حذيفة

23/2/2013










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق