الاثنين، 4 فبراير 2013

الصورة والحقيقة



الصــورة والحقيقــــة

يثير الانتباه عادةً منظر طبيعي جميل ،عمل فني رائع ، صورة زعيم، صورة شهيد ، مقولة حكيم، شعار مؤثر.... فتُبّحر عيّناك في أعماقها لدرجت أن تلتصق في عقلك وتبقى محفورة في الأذهان ببهائها وعنفوانها، تتذكرها كلما طربت شوقا إلى صاحبها لتبقى ذاكرتك حية بها منيرةً شمعةًَ في وسط الظلام الحالك .

كثيرين يُعجبهم منظر فيصوره ; محبّتاً في التخليد وحرصا على عدم النسيان ،وكلما كان المنظر مؤثراً كان الحرص على الصورة اكبر، لدرجة أن بعض الناس إذا أعجب بصورة يقوم بوضعها في عدّة أماكن ويظهرها في كثير من المناسبات العامة والخاصة، ومع تطور التكنولوجيا أصبح الاحتفاظ بها أسهل وأيسر، فممكن أن تحتفظ بها على حاسوب و المحمول ......  .

حيثما وضعت الصورة تبقى صوره رغم ما تحويه من جمال منظر وعَظمة شخصية وشعار مدوي وألوان جذّابة وإطار جميل . لا يمكنها أن تغيّر شيئا ،إذا لم تلامس شيء في نفسك، لينتقل الإعجاب إلى نموذج للعمل وقدوة ومحطة انطلاق، فإذا أعجبت بصورة كرم عنب مثلا عليك أن تزرع شجرة لتأكل منها وتزين بها حقلُك ،فمهما كانت صورة العنب جميلة وكثيفة الثمر لا يمكن أن تأكل منها شيء ولن تعطيك إلا جمال المنظر فقط، أما إذا زرعت شجرة ولو من نوع بسيط سوفَ تأكل من ثمرها عنب.

تجد الكثيرين يحرصون على إظهار صور القادة والرؤساء..... ومنهم من حفرها على أدواته الخاصة إعجابا بها وهم يستحقون ذلك وأكثر، ولكن لا تجد اثر لهذه الصورة في حياتهم وتجد من يكتب شعارا جميلا في صفحته وهو لا يطبق منه شيء ومنهم من قال وأطال  في تبرير مواقف وشرح نظريات فإذا هي سراب تعكس صورة شيء لا وجود له في الواقع.

إذا كان كل هذا الحرص على الصورة فنجعل من أنفسنا نماذج لها ولو بسيطة ، وإذا كانت الأخلاق والسلوكيات منابر من نور فلنضيء منها على من حولنا ولو بالقليل ، وإذا كانت النظريات تعبّد لنا الطريق فلنوسع مدخلها ،وإذا كانت الشعارات تُحي فينا الأمل فلنبعث فيها الحياة في عالم الصمت ،ولا نكن عبّاد صور وشعارات  فقط.

 أ.عمار أبو زنيد
أبو حذيفة
4/2/2013



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق