الأربعاء، 18 يونيو 2014

الطفل أبو عرقوب يفتقد والده الأسير بحفل تخرجه من الروضة

مضرب عن الطعام منذ 52 يومًا

الطفل أبو عرقوب يفتقد والده الأسير بحفل تخرجه من الروضة

الأربعاء, 18 يونيو, 2014, 09:58 بتوقيت القدس
الطفل أبو عرقوب يفتقد والده الأسير بحفل تخرجه من الروضة
الطفل تميم أبو عرقوبsafaimages
الضفة الغربية– طلال النبيه – صفا
وقف الطفل تميم أبو عرقوب (5 أعوام) متوشحًا بالكوفية الفلسطينية على أعتاب خشبة مسرح حفل تخريج فوج روضته بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وأنشد بكل حماس أهازيج الحرية والصمود ودعوات لوالده الأسير عزام أبوعرقوب المضرب عن الطعام بسجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 53 يومًا.

والتف زملاء تميم محول زنزانة رمزية علق عليها صورة والده، حاملين صورا للأسرى، وقاموا بحركات استعراضية من بينها الدبكة الفلسطينية.
.

ورغم تفوق الطفل أبو عرقوب في أولى مراحله الدراسية إلا أن علامات الألم ترتسم على وجهه، فوالده لم يشاركه في أول فرحة له "لأنه محبوس عند اليهود" كما يقول.

وقضى الأسير أبو عرقوب ثلاث سنوات ونصف في سجون الاحتلال، موزعين على ست مراحل اعتقال إداريًا، إضافة لاعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية لمدة 20 يوما تعرض خلالها للتعذيب.

معاناة منذ الميلاد

ومع إشراقه شمس كل يوم يرغب تميم وشقيقاه "بتول ورضا" بالسلام على والدهم وأخذ مصروفهم كباقي الأطفال، إلا أن افتقادهم له منعهم من ذلك.

تقول زوجة الأسير أبو عرقوب لوكالة "صفا" إن ابنها تميم والذي تخرج من البستان (الروضة) وكان يرغب بوجود والده في حفل تخرجه، إلا أنه افتقده كما افتقده يوم ميلاده بسبب اعتقاله الإداري حينها.
.

وتضيف أن "ظروف ميلاد طفلها تميم تكرر بميلاد شقيقه رضا، الذي ولد قبل نحو ثلاثة أشهر بنفس ظروف ميلاد شقيقه البكر وزوجها معتقل إداريا بسجون الاحتلال".

ويسأل الطفل تميم كل صباح والدته "مش بابا ما بياكل.. مش بابا بشرب مي وملح.. مش بابا بالمستشفى عند اليهود"، وتقول والدته إنها لم تجد جوابًا إلا "صح يا ماما!".

وتحاول الوالدة إلهاء أطفالها بكل السبل كي لا يفكروا كثيرًا بمعاناة والدهم، وتشاركهم فرحتهم بنجاحهم لتعويض غياب الوالد.

مناشدة

وتناشد الزوجة المنظمات الدولية والحقوقية بالتدخل للدفاع عن الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام، مطالبة الصليب الأحمر الدولي بتكثيف جهوده ومحاولاته للتواصل مع أهالي الأسرى، واصفة دوره بـ "الضعيف".

وتضيف "على الصليب الأحمر الاهتمام بأهالي الأسرى وزيارتهم ورفع معنوياتهم، ومشاركة أبنائهم في حمل المعاناة، وطمأنتهم عن أوضاعهم".

وطالبت كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بمواجهة الاعتقال الإداري، وخوض "معركة" قانونية لمنع الاحتلال من الاستمرار فيه، سيما وأنه يشكل خطورة كبيرة علي حياة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتضيف "فليتحرك أي أحد من أحرار العالم ويقدم خدمة لإنقاذ حياة الأسرى قبل أن تضيع أعمارهم في السجون مضربين عن الطعام وإدخال الفرحة لأبنائهم".

ودعت أبو عرقوب وسائل الإعلام المحلية والعربية لنقل تفاصيل انتهاكات إدارة السجون بحق الأسرى، والضغط على الاحتلال لإنجاح إضرابهم والعمل على إنقاذ حياتهم بكافة الأساليب القانونية والنضالية. 

http://safa.ps/details/news/130767
أ ج/ع ق/ط ع
تقارير
أعلى

الاثنين، 9 يونيو 2014

النسمات الحرة

النسمات الحرة

في صبيحة هذا اليوم الأغر وقبل شروق شمس الصباح, لامست  أنفاسي نسمات هواء عليل, ممزوج بالحرية والعطاء. تفقدت كل ما حولي فلم أجد حرا سواها؛ فالكل أسير إلا هي، الأشجار مسمرة في الأرض رغم نموها وثمرها، الحجارة متماسكة في طبقاتها رغم علوها، التراب متراكم رغم سماكته ونفعه، الماء محصور في القنوات رغم كثرتها والطيور مسجونة بالأسلاك رغم جمال تغريداتها وعذوبة أصواتها. 

لذا لم أجد حرا سو النسمات؛ لأرسل معها أطيب الأمنيات و ارق التحيات وأعذب الكلمات واصدق المشاعر والنغمات. لعلها بحريتها تصل إلى من ينشدون الحرية في كل صباح.

أيتها النسمات كوني صادقة , وسلمي الأمانة إلى أهلها؛ لعلها تداوي بعض جراحهم وتخفف بعض آلامهم وتسليهم في عزلتهم،وتعينهم على ما هم فيه.

أيتها النسمات أوصيك بان لا تكوني بخيله إذا لامست وجه أصحاب الأمانة؛ فلامسي الوجوه المنيرة بكل لطف ولين. فهي لا تستحق إلا ذلك. ألا يكفيها قسوة البعد وظلم السجان وعتم الزنزانة ونسيان الأحبة والرفقاء.

أيتها النسمات إذا قدر لك أن تمتزجي مع أنفاس أسرانا الأبطال فكوني لهم بلسما وطمئنيه. تلطفي  بهم؛ فأنوفهم شماء  و رئتاهما  بيضاء نقية شماء.

أيتها النسمات. إن لم استطع أن أتحقق من وصول الأمانة فاترك الأمر إلى من أودع الأمانة فينا؛ ليحكم يوم القيامة على من ضيعوا الأمانة.

أيتها النسمات  إذا قدر لك أن تعودي, بلغينا أحوال صحب أوفياء و علماء أتقياء ورجال في الوغى أشداء.

أيتها النسمات أوصيك في النهاية أن تكون صادقة  أمينة  لطيفة  وان تبق حرة أبية مها حاول تقيدك الجبناء.
أسرانا لنا معكم لقاء إما على الأرض أو في جنة السماء.
أبو حذيفة
ا.عمار أبو زنيد
اليوم السابع والأربعين لإضراب الأسرى الإداريين

9/6/2014

الثلاثاء، 27 مايو 2014

الحرب الباردة ... حرب الامعاء الخاوية ... حرب الإرادات



      الحرب الباردة ... حرب الامعاء الخاوية ...  حرب الإرادات

 
في بداية كتابة هذه الاسطر اعتذر كل الاعتذار من اسرانا الابطال المضربين عن الطعام. حيث اني كتبت هذه الاسطر وانا اشعر بالشبع والراحة والقرب من الاهل والاحبة,   اتلذذ بحطام الدنيا  وغفلتها, فأتنقل بين الوسادة والمقعد, بين السفر والسكن, بين اللهو والعمل, بين الاكل والشرب ...  اما انتم فحالكم متروك الى الله, في   ظلمة السجن وقضبان الزنازين و سياط الجلادين وقيد الظالمين المحتلين.

 كيف يكون للكلمات والشعارات والاشعار و العبارات, معنى امام هذه التضحيات وهذا الصبر والمصابرة والتضحية والفداء .امام هذه العزيمة الجبارة والارادة الفولاذية والشجاعة والتضحية والاصرار على نيل الحرية وكسر قيد الجلاد.
رغم غطرست الصهاينة المجرمين وتخاذل الاقربين وجبن الاخوة والمحبين. يعلن اسرانا الابطال التمرد والتحدي لقيد السجان؛ فيخوضون معركة الحرية والنصر بأمعائهم الخاوية واجسامهم النحيلة؛ لواجهوا بها الجيش الذي لا يقهر والدولة النووية التي استطاعت ان تهزم جيوش العروبة في ست ساعات على اكثر تقدير.

هؤلاء الابطال ما ينتهوا من مواجه مع العدو الا بدؤا باخر اشد واعظم فهم خارج السجن مخرز في عين المحتل واعوانه و في داخل السجن شوكة في حلقة. لن يهدأ لهم بال ويسر لهم خاطر وعدوهم يحتل شبرا واحدا من ارضهم مدام فيهم قلب يدق و عرق ينبض ونفس يدخل ويخرج.
قانون القوة والغطرسة والاجرام الذي يتعامل به المحتل مع شعبنا واسرانا. اثبت الاسرى المرة تلو الاخرى ضعفه وهشاشة بنيانه وسخافة عقول أصحابه وضعفهم وجبنهم وقلت حيلتهم في مواجهة شعبنا. 

هذه القوة لا يمكنها ان تأثر في إيمان وعزيمة من نذروا انفسهم لله ,فهم رغم ظلام السجن وتحصيناته ورغم اسلاكه وجدرانه, رغم ثقل القيد وجلافة السجان ,رغم الظلم والطغيان , رغم البعد عن الاهل والاوطان , رغم تخلي الجبناء و تولي المنافقين وإدارة الظهر من المسؤولين . الا انهم بمعية الله وحبهم لوطنهم وابناء شعبهم المخلصين اقوى من جلادهم واصلب من قضبان زنازينه واصلب من جدران سجونه .

الاسرى اليوم يخوضون معركة كسر العظم وتحطيم الارادات مع الاحتلال رغم ضعف اجسامهم وعزلتهم ؛ لكنهم قرروا ان يخضوا هذه المعركة التي وقودها دمائهم و مدادها انسجة اجسامهم. ليواجهوا ظلم المحتل وغطرسته.

واجب الامة المعافاة تحرير الاسرى واعادتهم الى اهلهم سالمين مكرمين. ردا للجميل و شكرا للمعروف الذي اسدوه للامتهم. لكن بعد ان تخلى الجميع عن الاسرى, قرروا ان يقهروا عدوهم بضعفهم بإضرابهم عن الطعام, ليثبتوا انهم اقوياء بتخليهم عن شهواتهم و تركهم التلذذ بالطعام والشراب تحت نير الاحتلال و ظلام السجون.

تخيل اخي الكريم انك غبت عن اسرتك واهلك اسبوعا. كم يحن قلبك اليهم ؟! وكم تشتاق؟! كم تتصل لتعرف احوالهم وتتفقدهم؟! فما بلك بمن حياته بين سجن وسجن بين ظلم وظلم. يخرجوا من السجن واذا بمن تركوهم صغارا اصبحوا كبار , ومن كانوا كبارا داهمه المرض او الموت , ومن كان طفلا اصبح ابا ومن كان ابا اصبح جدا ,ومن كان طالبا اصبح استاذا... كل شيء يتغير ويتبدل  وهم يعيشون في قبور الاحياء.

  الواجب علينا في هذه اللحظات العصيبة والمصيرية  ان ندعو لهم وان نتفقد اهلهم و ان نتضامن معهم و  ان لا نتركهم فريسة للعدول يختلي بهم في سجونه. فالجميع مطالب والجميع عليه واجب والجميع مسؤول امام الله عن تقصيره في الدفاع عن الاسرى والعمل على فك اسرهم وقهر عدوهم.
أ.عمار ابو زنيد
ابو حذيفة
اليوم الرابع والثلاثين لإضراب الاسرى
27-5- 2014

الأحد، 29 ديسمبر 2013

المستقبل بيد الله



                                  "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا"

قال الله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "   لقمان:34  


 الأيمان بالغيب له اثر كبير على الناس, حيث يزكيهم، ويربطهم بحبل الله المتين ؛ ليستعلوا على كل ما دون أمر الله من قليل وكثير، فيلجئون إلى ربهم بالذكر والاستغفار والطلب والرجاء من مالك الملك, مدبر الأمر، ذو الجلال والإكرام، فيعشون أعزاء  ويموتون سعداء بلقاء الله، وغيرهم  يعبدون البشر مثلهم، وان صاموا وصلوا و أدوا العبادات؛ لأنهم لم يقنوا بالله ويحسنوا الظن به.



 لو تأملنا الآية الكريمة  واخص منها  " وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا " لوجدنا به دلالة عظيمه، ويقين، يسعد كل من يصل إلى قلبه . بان الله هو ملك المستقبل بخيرة وشره، وهو مالك الملك، وان الأرض والسموات من مخلوقاته، وتيسر بأمره، وان المستقبل بيد الله لا بيد غيره.

الناس يشغلهم الكسب والتفكير بالمستقبل ،وكيف سيعيشون حياتهم؛ فتجدهم دائما يحاولون التعرف على ملامح المستقبل ويحاولون ترتيب أوراقهم, وإعادة صياغة أحلامهم, والتخطيط لها, لدرجة أن بعضهم يتأثر ويقلق راحته؛ فيفقد لذة العيش في يومه ، وهو يفكر في مستقبله ، فتجده يكتب المعادلات الموزونة و يرسم خريطة المصالح المشتركة، يتنبأ ويفسر ويتوقع ويجهد نفسه .....

فلو أمنا أن المستقبل بيد الله "وان الحظوظ في الدنيا موزعة على أساس الابتلاء وان الحظوظ في الأخيرة موزعة على أساس الجزاء". وان الرزق والسعادة والشقاء بيد الله ودورنا أن نعيش لحظتنا في رضا الله، ونترك المستقبل لله يدبره بعلمه؛ لأرحنا أنفسنا من الكثير من الأعباء واستفدنا من الطاقة المودعة فينا في العمل والجد وترك التمني وأحلام العاجزين.
كثرة التأمل في المستقبل والتفكير فيه يوقع الإنسان في كثير من الأخطاء والمتاعب، سواء على مستوى التفكير أو على مستوى العمل؛ فتجده يربط الأمور مرة بالأشخاص ومرة  بالحركات و الأحزاب ومرة بالدول والتقاطعات ، ومرة بالمال و بالمؤسسات والزعماء ... 

فتجده يعبد هؤلاء من دون الله ويسعى في إرضائهم سعي العبد الناسك، إذا طلبت منه كلمة حق يتردد ويحسب ألف حساب وإذا دعي للشهادة أصابه الخرس وإذا رأى المنكر برره بكل الحيل وإذا رأى المعروف أنكره بكل الحجج، لان هذا سوف يؤثر على مصالحه في المستقبل؛ فتجده يجهد نفسه ويمتهن كرامته من اجل أن يرضي عبدا مثله، ساقه جهله لعبادته من دون الله، ولو انه بذل هذا الجهد وهذه الطاعة وهذا الانكفاء و التذلل على أعتاب الله لعاش راضيا في الدنيا سعيدا في الآخرة.

 إن ضعف الإيمان بالله والاعتماد على الأسباب وترك رب الأسباب. خلق جيش من المتسولين على أعتاب أسيادهم يحاولون إرضائهم ولو بسخط الله وظلم الناس أكل حقوقهم ظلما وزورا، ظانين بجهلهم أنهم يؤمنون مستقبلهم بإرضاء عبيد مثلهم لا يعلمون ما يكون في الغد من خير أو شر.

 إذا أيقنا أن الغد بيد الله لا يعلمه إلا هو.  فالخير و الشر والصحة والرزق الجاه والسلطان وكل ما يتعلق بالغد بيد الله ، فلماذا نربط مصيرنا بغير الله فنعيش الدنيا عبيد أذلاء على أعتاب البشر ونخسر الآخرة ورضوان الله.

أ.عمار أبو زنيد
أبو حذيفة

28/12/2013

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

السحرة الجدد

السحرة الجدد
قال تعالى "وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ"  طه 69  
عندما يضعف الباطل في المواجه مع الحق وتنكسر عصاه و يضل طريقه ويخيّب ظنه وينطمس بصره وتغيب بصيرته ؛يلجأ إلى  السحر والشعوذة .ليضلل الناس ظانا انه يستطيع طمس الحقيقة و إقناع الناس بباطله وخرافاته وزيغه وما زين له الشيطان من أكاذيب. 

فرعون الذي زين له طغيانه وكفره بالله فستعبد البشر واستأثر بالأرض وعناد السماء، وظن انه يستطيع أن يتنصر على نبي الله موسى بقوة السحر وأباطيل السحرة. فغروره أعماه عن الحقيقة فاعتقد أن موسى أتى بسحر. وهو يمتلك امهر السحرة وأحذقهم – انتشر السحر في عهد فرعون كثيرا- فظن أن المعركة محسومة من البداية وان رهان موسى ضعيف. فبدأ بالتحدي وطلب تحديد الموعد .وجمع السحرة و وعدهم بأفضل مما يتمنون اذا خلصوه من موسى.
موسى كليم الله ونبيه دخل المواجهة بمفردة وبمن اتبعه من بني إسرائيل وهم قلة. ليقفوا موقف الواثق بالله المرتبط برباط التوكل و المعتقد بقدرة العلي الكبير، أن الغلبة لأهل الحق وان الباطل لزوال مهما علا وبنا وشيد الحصون وزين للناس باطله.

 هذا المجتمع المغرر به مسلوب الإرادة، أمام قوة فرعون. لم يكن سهلا عليه أن يقتنع بان موسى سينتصر ويغلب السحرة. كيف به يظن ذلك وهو يسجد عند أقدام فرعون صباح مساء. يعبدونه على انه ربهم ومالك أمرهم والمتصرف بشؤونهم المقدر لظروفهم المتدخل في كل حياتهم. وهل بعد العبودية لغير الله من ذل ! حياتهم ومماتهم ورزقهم بيد فرعون يأمر فيطاع ويحكم بهواه فينفذون ويرتفع عنهم فيسجدون. فازداد غروره وامتلأت عقولهم ذلة وضعف. حال هذا المجتمع لم يكن يخفى على موسى. ولكنه نظر إليهم بعين العطف والرحمة. راجيان أن يخرج من أصلابهم من يقول لا اله إلا الله. وتنكشف غمتهم ويستعيدوا كرامتهم المسلوبة وحقوقهم المهضومة ويعبدوا رب السموات والأرض الذي خلقهم وأكرمهم ليعبدوه وحده دون سواه.

هؤلاء السحرة أدوات الباطل ولسانه وعقله، زينوا لفرعون سوء عمله ،وزادوه سطوة وظلم وسخروا أنفسهم لخدمة باطله ومحاربة الحق. ضلوا أنفسهم و أضلوا حاكمهم و أهانوا قومهم ؛ فحولهم من أحرار لعبيد لفرعون و زبانيته يعبدونهم من اجل لقمة العيش كالأنعام بهم أضل سبيلا.

 مستشاري السوء دأبهم الكذب والتضليل وتنزين الباطل والتحذير من الحق ونشر الدسائس وتحريف الكلام والهاء الناس بالصغائر وصرفهم عن حقهم في تحصيل حقوقهم والعيش بكرامة يمتلكون قرارهم ويصنعون دوائهم وينتجون غذائهم بأيدهم دون تبعية لأحد. ليعيشوا أحرار  فوق الأرض أو جثث تحتها.

إن كان سحرة فرعون قد سحروا الناس بالحبال والأراجيف فان سحرة اليوم يسحرون الناس بالكذب عبر الفضائيات المأجورة والكلمات المسمومة والعبارات الخائنة والتصريحات المشبوهة والمواقف المختلطة، المتجه نحو البطل ومحاربة الحق ونشر الفساد.

إذا قدر لك أن تسمع بعضهم ولا أنصح بذلك لأنه مضيعه للوقت. تسمع العجب العجاب وتشاهد مسرحيات محبوكة وكلمات معسولة لو اجتمع  شياطين الجن في صعيد واحد ما أتوا بها. لكن شياطين هذا العصر أتقنوها وظيفة ونشروها عبر وسائلهم لينفثوا سمهم في جسد هذه الأمة. بعدما أن بدأت تستعيد عافيتها وتمارس دورها الطبيعي في تطهير البلاد والحكم بالعدل بين العباد.

الفراعنة الجدد الذي غرتهم الأموال والمناصب وزين لهم قرناء السوء سوء عملهم وأقنعوهم أنهم يستطيعون بقوة السحرة أن يقهروا الحق ويغلبوه بكل سهولة ويسر. وأنهم سيتربعون على كرسي ملفوف بالحرير ويعيشون في هناء وسعة إذا قضوا على موسى. هذا ظن فرعون من قبلهم الذي لم يرد أن يسمع كلام الحق وان يعود لرشده. فلم تمهله قدرة الله كثيرا فجعلته عبرة لمن يعتبر. فهلك هو وجنوده وبقي جسده رمز للظلم والطغيان، وعلا أمر موسى ومن معه بأذان الله.

هذا الباطل العالي دخانه لا يمكنه أن يستمر. إنما هي فترة اقتضتها حكمة الله وقدرة أن تكون لهم جولة. ولكن وعد الله آت لا محالة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله . هذا اليوم لن يكون بعيدا. فالذي اغرق فرعون وجنوده في البحر دائم الوجود في علاه وقدرته وسعت كل شيء وأمره بين الكاف والنون.
أ.عمار ابو زنيد
ابو حذيفة

18/11/2013

الأحد، 10 نوفمبر 2013

القفص الظالم والمحكمة الهزيلة

القفص الظالم والمحكمة الهزيلة

يظن أهل الباطل أنهم يستطيعون أن يغيروا الواقع وطمس الحقيقة بتغييب أهلها ؛ بإيداعهم في السجون ومنعهم من ممارسة حقهم المكفول لهم بحكم القانون ومحاكمتهم بتهم باطلة وأراجيف كاذبة وإدعاءات ساقطة.  
هذه الأقفاص الظالم أهلها والمسرحيات–المحاكمات - والعبيد –القضاة-. تستطيع بتلك التفهات أن تحبس بين قضبانها أجساد أهل الحق, وتمنعهم من الحركة خارج حدودها. لكنها لا تستطيع أن تمنع هذا السيل العرمرم من الأنوار أن تنفذ رغما عنها؛ لتصل إلى القلوب المتعطشة والعيون المنتظرة والأيادي الممدودة لتلتقي بها.

هذه الأقفاص التي تحصر بين قضبانه أجساد أهل الحق لو قدر لها أن تنطق، وان تتصرف بإرادتها؛ لتحدثه بلغة، وبكلمات أوضح من بياض الثلج، واسطع من نور الشمس؛ بأنها ترفض هذا الواقع المقلوب. وان من يستحقون أن يجلسوا بين قضبانها منهم على منصة العدالة المفقودة، ومن عينهم ليكونوا قضاة سوء و ظلم. لا يعرفون للحقيقة طرق ولا إلى العدل سبيل  بل هم مدلسين مأجورين. يحاولون قلب الحقيقة بتفسيرات، وأحكام ما انزل الله بها من سلطان، ولا اقتنع بها أهل عقل ومنطق، وما اعترف بها صاحب خلق.
قد يستطيع  أهل الباطل عزل وسجن و محاكمة أهل الحق والشرعية بعد انقلابهم الأسود  ظانين أنهم يستطيعون طمس الحقيقة و قلب الأمور وخداع الناس. لكن حكمة الله بالغة بان الحق قوي بذاته يستطيع أن يصمد أمام كل قوى الظلم والطغيان.
ظنوا أنهم يستطيعون بسجن ومحاكمة الرئيس الشرعي المنتخب أن المعركة قد انتهت وان الأهداف تحققت، وما بقية إلا تقسم الكعكة بينهم. وإذا بالشعب المصري يقف أمامهم أشبه بالموج العارم والسيل الهادر يطاردهم في كل مكان و يتحداهم في كل زمان في الشوارع ومحطات القطار والجامعات والمساجد...
إن حبست الأقفاص بين قضبانها الأجساد فإنه أعطتها الفرص ليعلوا شأن أصحابها ويتضح صدقها و ينتشر مبدئهم بين أرجاء المعمورة. ليصل هداهم إلى كل فرد يعيش على هذه الأرض و يريد أن يعرف الحقيقة. ليعرف الناس أن هناك ظالم وان هناك مظلوم وان هناك صاحب حق وهناك صاحب باطل ...
أ.عمار ابو زنيد
ابو حذيفة
10/11/2013




أوراق الخريف

أوراق الخريف

حياة الأوراق على ضفاف الأغصان، يانعة مشرقة باسمه، تهز مع نسمات الهواء، تلمع مع إشراق الشمس، تفاخر بخضرتها زرقة السماء وصفاء الماء، تزين الوديان وتغطي السهول, تحتضن الأزهار ،وتظلل الثمار، وتفرش بساطها للطيور المغردة والفراشات السائحة .

هذه الأوراق الجميلة المفيدة, ما إن تقسو عليها الأيام و تتوال عليها الليالي. لتجعلها هباء منثورا تسقطها الرياح و تبعثرها  العواصف. منها ما يستقر بجوار الشجرة ومنها ما يطير مع العواصف إلى أماكن بعيده.
سقوط الأوراق عن أغصانها واستجابتها لتقلبات الطبيعة ومنطق القوى. يحمل بين طياته الكثير من المعاني. قد يكون أولها أن جمالها وحسن منظرها وعطر إزهارها، لم يورثها القدرة على تحمل الصعاب ،و الصبر على تقلبات المناخ من حرارة الصيف، وعواصف الخريف، وبرد الشتاء مما جعلها تغادر بهذه السرعة.

وقد تكون مغادرتها من باب إفساح المكان وإعطاء الفرص للتجديد.  لتنبت أوراق جديد في ربيع جديد يحمل معه نبات جديد وأزهار جديدة......
 أما الأغصان فتبقى موجودة لا تتأثر بتقلبات الطبيعة ولا تستجيب بسهول لمنطق القوة، فهي شامخة مرفوعة الرأس، تنظر للسماء, تتحدى الرياح، تتحمل حرارة الصيف وبرد الشتاء، تحمل بين أحشائها البراعم الصغير والآمال الكبيرة غير آبهة بالأوراق المغادرة والظروف المعاندة.  

أ.عمار أبو زنيد
أبو حذيفة
2/11/2013



السبت، 2 نوفمبر 2013

الوعد المشؤوم


الوعد  المشؤوم


لا يستطيع الفلسطيني أن يسلس أفكاره و ينسق جمله ويرتب كلماته ويجمع حروف. وهو يعيش ظلم هذا الوعد المشؤوم. هذا الوعد الذي قلب حياة الناس رأسا على عقب. أورثهم مرارة التشريد ،ومفارق الأوطان، و ووداع الأحبة، و السير نحو المجهول .

إذا كان من سن سنه سيئة عليه وزر كل من عملها. فكيف بمن وعد يهود ببلاد ليس لهم فيها حق لا من قريب ولا من بعيد. وعدهم ببلاد ليسوا من أهلها، لم يلمسوا ثراها، ولم يأكلوا من ثمرها ،ولم يتنفسوا هوائها ،ولم يعرفوا حدودها, هم عنها غرباء في كل شيء... قبل هذا الوعد المشؤوم .


هذا الوعد المشؤوم حول حياة الناس الآمنين المطمئنين في بيوتهم ومزارعهم ومتاجرتهم ومساجدهم وكنائسهم وشوارعهم وبيوتهم.... إلى لاجئين يبحثون عن وطن ضائع، وعز غابر، وكرامة مهدورة ،وارض محتله ،وأشجار مقطوعة، وبيوت مهدمة ....


كيف بالفلسطيني يعيش هذا اليوم وهو يتذكر نكبته و تهجيره، و هيامه على وجه في أصقاع المعمورة؟ كيف هو حال من كان له بيت فأصبح يعيش تحت "زينكو"؟ كيف بحال من كان له ارض فأصبح يعيش في مخيم ؟ كيف يتذكر هذا اليوم من كان له زوجة وأهل وأبناء وعشيرة وأقرباء تفرقوا على غير هدى. منهم من التق ومنهم لا يعرف للقاء طريق. منهم من حولهم هذا الوعد إلى فقراء لا يملكون قوت يومهم، بعدما كانوا أهل مال وجاه ومكانه ، ومنهم من حولهم هذا الوعد إلى معاقين ومصابين لا يستطيعون شرب الماء، ومنهم من حولهم إلى أجساد هامدة تحت الأرض، ومنهم من أودعه السجون وسجله رقما في قائمة الأعداد.


كيف يعيش الفلسطيني هذا اليوم هو يتذكر سواحل عسقلان وحيفا ويافا واللد ... بعدما كان يغص في بحرها، يصطاد سمكها، ويعالج موجها، ويتكيف مع مدها وجزرها ،و يلعب أبنائه بصدفها، وتزغرد نسائهم لهدير مراكبها.


كيف يعيش الفلسطيني هذا الوعد ومقدساته قد استبيحت! وأقصاه يدنس، وينتظر التقسيم لا سمح الله. كيف يعيش هذا اليوم من يتذكر المساجد التي حولت بارات ومراقص ومتاحف وبيوت للدعارة والمجون! كيف يعيش هذا اليوم من يرى حثالة أهل الأرض، وهم ينبشون القبور، ويبنون لهم مساكن، ومتنزهات على أنقاض مقابر الصحابة والتابعين....


 كيف حال الشعب الفلسطيني جراء هذا الوعد وهو يقدم أبنائه شهداء في كل يوم على مذبح الحرية! كيف حاله وهو يقدم الأسرى بالآلاف في سجون الاحتلال. يقضون زهرة شبابهم في أقفاص لا يسمع فيها إلا قرع السلاسل وسوط الجلاد سواد الجدران وظلمت الليالي وألم المرض والبعد عن الأهل.


هذا الوعد المشؤوم كان يوما اسود اظلم على الناس حياتهم ، وأعطى لمن لا يستحقون العيش على هذه الأرض دولة، وحدودا وجنود، وأصبح أهلها الأصليون يطالبون بأبسط الحقوق ويرضون بأقل القليل وهم ينكرون عليهم وجودهم ويفسدون عليهم حياتهم.


ولكننا على وعد من رب العالمين الذي رفع السماء وبسط الأرض وأمره بين الكاف والنون. بان الحق سيعود لأهله وان الباطل إلى زوال.

أ.عمار أبو زنيد

أبو حذيفة

2/11/2013


السبت، 26 أكتوبر 2013

الزيتون والانتماء

الزيتون والانتماء
هذه الشجرة المباركة التي تزين الجبال بخضرتها, وتفشى المريض بدهنها, وتغني المائدة بفوائده ,وتبهج النفس بطلتها, وتزيل الهم والكدر بلمسها ,وتجمع الأهل حولها يلتفون في إطار أشبه بالحلقة المستديرة.
تتدلى أغصانها, و تنبسط أوراقها لتصافح أيادي أحبائها ,تحسسهم و تبادلهم مشاعر المحبة, وتغرس في نفوسهم الوفاء ,وكأنه بهذا التلاقي تجمع الشمل، وتوحد الصف ،وترص البنيان، وتحدد الوجهة ،وتزيل الغبار ،وتشفي الصدور .
 وترتفع سيقانها, وهي تحمل الذهب الأصفر في حباتها بين جلدها ولبها. لتشكل نموذج في الصمود والشموخ والتحدي والإصرار على الحق والصبر على الأذى وتحمل المستحيل.  
 و تنشر رائحتها وتظهر لمعانها على حباتها. مبشرة بالخير والبركة تنادي على أهلها. كأقحوانه تفتحت خمائلها وتزينت بقطرات الندى تهدي نفسها لكل من يقترب منها.
 هذا الشعور يتسلل إليك وأنت تمسك الأغصان, والحبات تتساقط كاللؤلؤ المنثور على وجنات هذه الأرض. تلونها بالأخضر والأسود .و تنشر لمعانها وتظهر فرحتها بأهلها وهم يلتفون حولها يجنون ثمارها ويقلمون أغصانها و يتفيؤون ظلالها.
هذه العلاقة وهذا الإحساس بالانتماء يغرس مشاعر المحبة وينشر عطر الوفاء  لهذه الأرض وهذه الأشجار. ليذكرنا بان لنا أرضا اغتصبت وأشجار قطعت وبيوت هدمت وحظائر ومغارات نسفت وأهل في بقاع الأرض شردوا.   
هذا الانتماء بين الفلسطيني وشجرة الزيتون لا تستطيع أن تقطعه يد أو تقتلعه جرافه. فإذا قطعوا غصن سينبت مكانه ألف. وإذا جرفوا الأرض بآلياتهم سوف تنبت من  جديد، فجذورها تمتد في أعماق الأرض مسافات طويلة ويسري زيتها في عروق أهلها يمتزج بدمائهم ليغذي خلاياهم وينير طريقهم.
يا لهم من حمقا! لو عرفوا حب أهل فلسطين.  لوطنهم لما سكنوا  فيه لحظه. لكنهم  أقنعوا أنفسهم بأوهام وأباطيل نسجوها بخيوط الحقد ولفوها بعقد الكذب والخرافات ليحتلوا هذه الأرض ويدنسوا مقدساتها ويستولوا على خيراتها.
أ.عمار ابوزنيد
أبو حذيفة
26/10/2013