الحرب الباردة ... حرب الامعاء الخاوية ... حرب الإرادات
في بداية كتابة هذه الاسطر اعتذر كل الاعتذار من اسرانا الابطال المضربين
عن الطعام. حيث اني كتبت هذه الاسطر وانا اشعر بالشبع والراحة والقرب من الاهل
والاحبة, اتلذذ بحطام الدنيا وغفلتها, فأتنقل بين الوسادة والمقعد, بين
السفر والسكن, بين اللهو والعمل, بين الاكل والشرب ... اما انتم فحالكم متروك الى الله, في ظلمة السجن وقضبان الزنازين و سياط الجلادين
وقيد الظالمين المحتلين.
كيف يكون للكلمات والشعارات
والاشعار و العبارات, معنى امام هذه التضحيات وهذا الصبر والمصابرة والتضحية
والفداء .امام هذه العزيمة الجبارة والارادة الفولاذية والشجاعة والتضحية والاصرار
على نيل الحرية وكسر قيد الجلاد.
رغم غطرست الصهاينة المجرمين وتخاذل الاقربين وجبن الاخوة والمحبين. يعلن
اسرانا الابطال التمرد والتحدي لقيد السجان؛ فيخوضون معركة الحرية والنصر بأمعائهم
الخاوية واجسامهم النحيلة؛ لواجهوا بها الجيش الذي لا يقهر والدولة النووية التي
استطاعت ان تهزم جيوش العروبة في ست ساعات على اكثر تقدير.
هؤلاء الابطال ما ينتهوا من مواجه مع العدو الا بدؤا باخر اشد واعظم فهم
خارج السجن مخرز في عين المحتل واعوانه و في داخل السجن شوكة في حلقة. لن يهدأ لهم
بال ويسر لهم خاطر وعدوهم يحتل شبرا واحدا من ارضهم مدام فيهم قلب يدق و عرق ينبض
ونفس يدخل ويخرج.
قانون القوة والغطرسة والاجرام الذي يتعامل به المحتل مع شعبنا واسرانا.
اثبت الاسرى المرة تلو الاخرى ضعفه وهشاشة بنيانه وسخافة عقول أصحابه وضعفهم
وجبنهم وقلت حيلتهم في مواجهة شعبنا.
هذه القوة لا يمكنها ان تأثر في إيمان وعزيمة من نذروا انفسهم لله ,فهم رغم
ظلام السجن وتحصيناته ورغم اسلاكه وجدرانه, رغم ثقل القيد وجلافة السجان ,رغم
الظلم والطغيان , رغم البعد عن الاهل والاوطان , رغم تخلي الجبناء و تولي
المنافقين وإدارة الظهر من المسؤولين . الا انهم بمعية الله وحبهم لوطنهم وابناء شعبهم
المخلصين اقوى من جلادهم واصلب من قضبان زنازينه واصلب من جدران سجونه .
الاسرى اليوم يخوضون معركة كسر العظم وتحطيم الارادات مع الاحتلال رغم ضعف
اجسامهم وعزلتهم ؛ لكنهم قرروا ان يخضوا هذه المعركة التي وقودها دمائهم و مدادها
انسجة اجسامهم. ليواجهوا ظلم المحتل وغطرسته.
واجب الامة المعافاة تحرير الاسرى واعادتهم الى اهلهم سالمين مكرمين. ردا للجميل
و شكرا للمعروف الذي اسدوه للامتهم. لكن بعد ان تخلى الجميع عن الاسرى, قرروا ان
يقهروا عدوهم بضعفهم بإضرابهم عن الطعام, ليثبتوا انهم اقوياء بتخليهم عن شهواتهم
و تركهم التلذذ بالطعام والشراب تحت نير الاحتلال و ظلام السجون.
تخيل اخي الكريم انك غبت عن اسرتك واهلك اسبوعا. كم يحن قلبك اليهم ؟! وكم تشتاق؟!
كم تتصل لتعرف احوالهم وتتفقدهم؟! فما بلك بمن حياته بين سجن وسجن بين ظلم وظلم.
يخرجوا من السجن واذا بمن تركوهم صغارا اصبحوا كبار , ومن كانوا كبارا داهمه المرض
او الموت , ومن كان طفلا اصبح ابا ومن كان ابا اصبح جدا ,ومن كان طالبا اصبح
استاذا... كل شيء يتغير ويتبدل وهم يعيشون
في قبور الاحياء.
الواجب علينا في هذه اللحظات العصيبة والمصيرية ان ندعو لهم وان نتفقد اهلهم و ان نتضامن معهم و ان لا نتركهم فريسة للعدول يختلي بهم في سجونه.
فالجميع مطالب والجميع عليه واجب والجميع مسؤول امام الله عن تقصيره في الدفاع عن
الاسرى والعمل على فك اسرهم وقهر عدوهم.
أ.عمار ابو زنيد
ابو حذيفة
اليوم الرابع والثلاثين لإضراب الاسرى
27-5- 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق