الثلاثاء، 16 يوليو 2013

الإفطار في حضرت الأخيار الجمعية الخيرية الإسلامية –دورا

الإفطار في حضرت الأخيار
الإفطار الجماعي في الجمعية الخيرية الإسلامية –دورا

رعاية الأيتام وضمان العيش الكريم لهم. قاعدة من قواعد ديننا وأساس من أسس أخلاقنا وعادة من عادات مجتمعنا وسنّه سعى إلهيا الأنبياء والخلفاء والصالحين على مر العصور . نطبقها بكل محبة وفخر.

تناول طعام الإفطار بصحبة الأيتام له الأثر الكبير في مشاعرنا، و وخز في قلوبنا،
وإثارة في عقولنا، ورعشة في أجسادنا ؛تجعل شعورنا مختلط ، بين تلمس رحمات رمضان، وبركات الإفطار مع الأيتام، ومصافحة الأيادي الطاهر التي حملت هم الأيتام، وسهرت على راحتهم، وقدمت لهم كل مستطاع ؛ لتدخل على قلوبهم الفرحة وتشعرهم بالحنان ،وتنسِهِم بؤس الفقر والحرمان، تعيش معهم يومهم بالتكافل والرعاية والخدمة والتعلم والتلطف ولين الكلام.

ما أروعه من مشهد ! وما أعظمه من حدث ! و أنت ترى هذه الجموع الطيبة من أهل الخير. تصطف صفوف لتقدم ما جادت به أنفسهم وطاب به خاطرهم، وارتاح له ضميرهم . كل على قدر استطاعته.

في هذا المشهد تجد من التنوع الكثير، حيث كان وجهاء العشائر وكبار السن يتقدمون المشهد بكل فخر و إيمان. رغم كثرت أمراضهم وضعف أجسادهم وحاجتهم للراحة وأنواع محدده من المأكولات. إلا أنهم أبو إلا قبول الدعوة ومشاركة الأيتام حياتهم ولو لدقائق معدودة.
وكذلك أهل الخير والفضل من التجار والميسورون كانت أيدهم  تقدم بدون تردد، طالبة القبول والمغفرة. كذلك كان أهل هذه البلد و آخرين من البلدات المجاورة ، ومن مؤسسات المجتمع المحلي ،وأهل الخير باختلاف أعمارهم ومواقعهم وقناعاتهم السياسية يتوافدون ؛ لكي ليحظوا بهذا الأجر وذلك المغنم بالعيش ولو لدقائق والنظر ولو لِلحظات في وجه من حرِموا حنان الآباء والأمهات.

هؤلاء الأيتام. يعيشون أيام لها أول وليس لها أخر من الشعور بالحرمان والألم. و كلمات لا تعرفها شفاههم ونغمة حرف ترابطها مستحيل في حناجرهم. لا ترتاح أذانهم عند سماعها من غيرهم. فتقطر أعينهم العبارات عند سماعه من  غيرهم في الأعياد والمناسبات. نعم .نسمعها من أبنائنا مرات كثيرة  في اليوم بسبب وبدون سبب (بابا أو ماما...) و لكنهم لا ينطقونها ولا احد يسمعها منهم وكأنه قضي أن لا تلقيا بعد اليوم.

لا يعرف قيمة هذه الكلمات ومدلولها، و هذا الجرس الخارج من حناجر مشبعة بالألم والحرمان. إلا من لان قلبه، ورقت مشاعره، واستقامت أفكاره ،وترفع عن حب نفسه وذاته، والتفت إلى من حوله من الأيتام والأرامل والفقراء، وجعل من خدمتهم وتقديم المساعدة لهم مدخل من مداخل تزكية النفس وتربيتها على الإحساس بالآخرين.

حظيَ على خير كثير كل من حضر هذا الإفطار من طيب اللقاء ومصافحة الأصدقاء وأهل الفضل. دفئ المشاعر بمجالسة من يعشون مرارة الحرمان وبالنظر إلى وجوههم والاطمئنان على حالهم. والأجر العظيم بإذن الله من مالك السموات و الأرض.
فات البعض هذا المشهد والخير والبركة والرحمة التي كانت تلف المكان ولكن بإمكانهم استدراك ذلك بزيارة الجمعية والتبرع لها والاطمئنان على حال الأيتام والعيش بجوارهم لحظات من الحب والأمل.
جزا الله خيرا من أسس هذه الجمعية من أهل الفضل والتقوى، من قضى منهم نحبه ومن ينتظر. وجعلها في ميزان حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون.

جزا الله خيرا كل من حضر وتبرع بما طابت به نفسه. و ارتاح له ضميره على هذا الحضور و هذا التبرع الكريم.

جزا الله خيرا العاملين الصابرين على ضيق الحال وتأخير الرواتب. في هذا الصرح الشامخ وهذه المؤسسة الرائدة في رعاية الأيتام.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:  (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا) وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا (رواه البخاري) .

أ‌.  عمار أبو زنيد
أبو حذيفة
15/7/2013



الثلاثاء، 9 يوليو 2013

صناديق الاقتراع وصناديق الرصاص


صناديق الاقتراع وصناديق الرصاص



الشعوب تبني مؤسساتها عن طريق صناديق الاقتراع بدورات انتخابية منتظمة. هذه الشعوب لم تصل إلى هذه الحالة من النضوج الفكري المستقيم وثقافة احترام القانون وقاعدة الأغلبية تحكم والأقلية تعارض إلا بعد أن دفعت من دماءها كثير وضحت بشبابها في سبيل الحرية والاستقلال.



الشعب المصر ثار على نظام بائد مجرم فاسد. بعد أن استبد عقود من الزمن وأفقر الشعب وقتل المعارضين وتخاذل وتعاون مع العدول وعين مستشارين له من قادة الاحتلال وبلغ به الذل إلى مرحلة  يصعب وصفها في سطور وكلمات.

 لم نسمع اعتراض من الجيش أو تصريح أو تلميح يعترض على هذه السياسات الخاطئة. أما عندما يتظاهر أناس مأجورين يعملون بنظام اليومية ضد رئيس منتخب ودستور مستفتى عليه من الشعب يقوم العسكر بانقلاب عسكر يهدم كل شئ ويعتقل ويقتل بالجملة.



كان قرار الشعب المصر التخلص من حكم العسكر والانتقال إلى حكم مدني مؤمن بحرية التعبير والتغيير التبادل السلمي للسلطة وتطبيق الفصل بين السلطات. يستند إلى قانون تم الاستفتاء عليه من قبل الشعب المصري العظيم وتم إقراره بأغلبية من يحق لهم الاقتراع.



وبدأ مشوار التحول الديمقراطي وبناء الاقتصاد على أسس من الشفافية والمساواة. ومحاسبة الفاسدين و توزيع الثروة بالعدل وتثبيت أسس العدالة الاجتماعية وتقاسم هم الوطن في التطوير والبناء. وما بدأت هذه المسيرة المباركة حتى انبرى لها أناس تاريخهم حافل بالعمالة والخزي وأيديهم تقطر دما من أطفال العراق وصورهم المخزية مع قادة الاحتلال وتقبيلهم إلى شارون صاحب اكبر المجازر في تاريخ الإنساني لم تنسى بعد.



عندما انتخب الرئيس مرسي لم يغلق قناة ولم يملأ السجون ولم ينصب أعواد المشانق حتى الذين عذبوه وأغلقوا عليه وعلى إخوانه أبواب الزنازين سنوات كثير عفا عنهم. أما الأعلام فكانت القنوات تبث برامج السخرية والحقد والتعليقات السخيفة و الهدامة حتى نالت الرئيس شخصيا. ولكنه تعامل معها بالصفح وسعة الصدر وتفويت الفرص على الحاقدين.



كم مرة اعتدي على قصر الاتحادية؟ وكم مرة ضربت الزجاجات الحارقة على أبوابه؟ وكم مرة اعتدي على المؤسسات العامة؟ كم مرة بثت الشائعات الكاذبة؟. هل سمعتم عن اعتقال؟ هل سمعتم عن إطلاق نار؟ هل سمعتم أذى لحق بأحد؟.



العسكر اليوم يقلدون يهود في قتل المصلين في صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي. هذا الرصاص من العار أن يستخدم ضد من يصلون في بيوت الله يكبرون ويهللون. هذا رصاص وجد ليغرس في صدور الأعداء لا في صدور الأبرياء.



هؤلاء الجبناء لو عرفوا حقيقة عارهم لدفنوا أنفسهم في مقابر الأحياء. و لداسوا رتبهم العسكر بأقدامهم. هذا العار لن تمحه التبريرات السخيفة والتلاعب بالألفاظ والعبارات المطاطة و نسج الأراجيف وحياكة الحيل. هذا الدماء تبقى أمانه في عنق كل مسلم وكل حر بالعالم يؤمن بالحرية والاستقلال.



القوات المسلحة التي لم تعرف شرف السلاح وقدسية الرتب العسكرية وقدسية القسم أمام الرئيس المنتخب. يسهل عليها إطلاق النار على المصلين. والمتحدث الذي حفظ مفردات الخزي والعار لا يخجل من تلفيق الأكاذيب والأراجيف. يظنون أنهم يستطيعوا منع نور الحقيقة من السطوع ,وقوة الإيمان بالتقدم بهذه الروايات الوقحة .



أي أكاذيب هذه! وأي وقاحة وقذارة يحملها هذا المتحدث العسكر! عندما يقوا بان المتظاهرين هم من أطلقوا النار. وللحقيقة انه لم يصدر تصريح واحد أو شعار واحد من المتظاهرين يطالب بالعنف. بل كان شعارهم سلمية سلمية.



كيف يصدق احد هذه الراوية الكاذبة والحرس الجمهوري مركب على جدرانه أكثر من 160 كمرة تصور .إذا كنتم صادقين اعرضوا هذه الصور للعالم.

رحم الله الشهداء رحمة واسع والصبر والسلوان لأهاليهم والثبات لإخوانهم .



 (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين  ( 139 ) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ( 140))

أ.عمار أبو زنيد

أبو حذيفة

8/7/2013








السبت، 6 يوليو 2013

سنة وثماني وأربعون ساعة

سنة وثماني وأربعون ساعة

هذه هي المدة التي قدر للإسلام السياسي "جماعة الإخوان المسلمين". أن يحكم في بلاد النيل وقاهرة المعز و بلاد عمرو بن العاص. بعد أن فازوا بانتخابات حرة ونزيهة شهدها العالم و راقبها القضاء وباركها كل من يحترم حرية الإنسان وكرمته. وعاداها أهل الظلم والبلطجة ومن لف لفهم من المرجفين والعملاء المتحالفين مع الصهاينة والإمبريالية الغربية الاشتراكية الشرقية.

هذه السنة والساعات القليل هي الشامة العالية والمنارة المضيئة والنموذج الذي يفتخر بها كل مسلم غيور على دينه وكل عربي يعتز بعروبته وكل حر يؤمن بان الناس يولدون أحرار كرماء. 

هذه الفترة البسيطة من الزمن كان بها  الكثير من الأحداث والمؤامرات الدنيئة من الداخل والخارج  وعقد التحالفات المشبوهة  المليونيات المأجورة –عمال اليومية – والأباطيل الزائفة والتلاعب بالاقتصاد ونشر الشائعات وترويع الناس والتهجم والسب بغير حق واستغلال القضاء والامتناع عن العمل...... كل هذا حدث في سنة وثماني وأربعون ساعة ولعل مؤسسة تحترم نفسها تخطط لعمل مشروع تحتاج لضعف هذه الفترة لوضع الخطط قبل التنفيذ. فكيف بدولة حكمها الفساد أكثر من نصف قرن يطلب حل مشاكلها بلمح البصر.

الشعب المصر حينما اختار الإسلام وسلم الحكم إلى من رأى فيهم الأمانة والعدل والقدرة على الحفاظ على الأرواح والأوطان والأموال. لم يكن شعب غبي و جاهل مسلوب الإرادة مكبل الأيادي. يسير على غير هدى. بل كان يعي كل المعيقات ويتوقع المؤامرات وان أهل الباطل لن يتركون فرصة أو موقف من اجل النيل من إرادة الناس وحريتهم.

كيف لا يكون ذلك وهم المستفيدين من الفساد وتعطيل القانون. كيف لا وهم من بنو القصور و جمعوا المليارات من دماء البسطاء والفقراء  .وهم من سلبوا الأراضي واستباحوا الأعراض وباعوا الأوطان وتنازلوا عن كرامة الإنسان وسلموا رقابهم للأمريكان وفعل كل شيء مقابل مصالحهم الخاصة.

كيف بهم يقبلوا رئيس يحكم بالعدل و يعيشون  بين شعب حر ينتقد ويراقب ويعترض ويقول لا بأعلى صوته .فهذا يهدد مصالحهم و يزعزع عروشهم ويزلزل كيانهم ويمحق ظلمهم و يهدم باطلهم ويجعلهم تحت طائلة القانون والمحاسبة. كيف يقبلون بالعدالة الاجتماعية والعدل والمساواة وتنمية البلاد. وهم من تربو على الفساد والظلم واكل أموال الناس بالباطل.

 كيف يقبل زعماء العروبة و ملوكها رئيس منتخب يهتف باسم شعبه ويحمل هم أمته. ينحاز لخيارات الجماهير وينطق باسمها. وهم من أتوا على ظهر دبابة وبحماية من الأمريكان والتعاون مع الشرق والغرب والتحالف مع الاحتلال .كيف بهم وهم يمنعوا شعوبهم من التظاهر أو الانتقاد والتعبير عن الرائ.  كيف بهم وهم من ملئوا السجون ونصبوا المشانق لأبناء شعبهم .كيف يقبل من بنا مملكته على القمار ومداعبة الغانيات ومراقصة  الغاويات .أن يحكم مصر العروبة والإسلام  رجل بمواصفات الرئيس محمد مرسي .

كيف يقبلوا أن يحكم مصر من يؤمن بالله ربا و يقتدي بخير البشر محمد صلى الله علية وسلم ويسير على خطى المعتصم و يسكن بيت صلاح الدين  ويتغذى على ثمار زرعها قطز وسقاها الظاهر بيبرس. 

كيف يقبل الصهاينة أن يحكم مصر من يدعوا الله مع كل إشراقة شمس أن ينال الشهادة على أبواب القدس. ويعتبر قضية فلسطين قضية الأمة. ويعتبر الاعتداء على المقاومة في غزة خط احمر لا يمكن تجاوزه . وحرية الشعب السوري وحقه في تطهير البلاد من العلويين والشيعة . بل هم يقبلون بأمثال المخلوع مبارك ووزير خارجيته وهم يحتضنون لفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية  في قصر القبة وهي تعلن الحرب على المقاومة في غزة هاشم.

كيف لعالم تحكمه شريعة الغاب ويتلاعب به الهوا أن يعترف بالدمقراطية وانتخابات حرة تأتي برئيس لا يسير على الخط المرسوم له من قبل. 

لماذا هذه الوقاحة والخزي والنكوص عن الوعود والانقلاب على المبادئ والتنكر للوعود والتحالف مع الشياطين لمعاداة الحرية والديمقراطية  إذا أتت بالإسلاميين .الأمريكان لا يزالون يبحثون عن تعريف لما حدث في مصر والأوربيون يصرحون بخجل والأمم المتحدة تصرح من وراء حجاب والعرب جبناء استمرئوا الذل واستكانوا للرذيلة وقبلوا أن يكون في ذيل الأمم.

كيف يقبل جيش مصر الذي نشأ وتربى على التطبيع مع الاحتلال وتقديس الدعم الأمريكي والفساد والإكراه وظلم الناس. أن يحكم مصر أهل الحق وطلاب الحرية. كيف بهم يقبلوا أن يحكمهم رئيس يرى في الجيش صمام الأمان لمواجهة الأعداء وهم يرون في أنفسهم أداة لقمع الشعب وسلب مقدراته والحصول على الامتيازات والرتب الزائفة.

تعتقد فلول النظام السابق و قادة الخراب ومن معهم من العرب والعجم. بان الرئيس مرسي لو استمر في حكمه العادل سوف يلغي وجدودهم إلى الأبد. لو أنهم صادقون بوجود الأخطاء لتركوه يكمل الفترة القانونية ويبينوا للناس أخطائه ويثبتوا فشل مشروعه ويكتبوا بأيدهم شهادة وفاة المشروع الإسلامي.

لأنهم لم يجدوا إلا رئيس حر يحكم بالعدل ويحارب الفساد ويحاكم الظالمين وينصف الضعفاء و يطور البلد بالتنمية المستدامة والاقتصاد الشفاف و الاعتماد على الذات ووضع الخطط والبرامج لتنمية البلد ووضعها في مقدمة دول العالم. 

لهذا حاكوا الحيل ونسجوا خيوط المؤامرة وتلاعبوا بأحبال الشياطين وتنازلوا عن كل المبدأ ونقضوا كل العهود وتحللوا من كل الأخلاق مقابل أن لا يستمر حكم الإسلام.

               {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}   

أ.عمار أبو زنيد
ابو حذيفة
6/7/2013