الإفطار في حضرت الأخيار
الإفطار الجماعي في الجمعية الخيرية
الإسلامية –دورا
رعاية الأيتام وضمان العيش الكريم لهم.
قاعدة من قواعد ديننا وأساس من أسس أخلاقنا وعادة من عادات مجتمعنا وسنّه سعى
إلهيا الأنبياء والخلفاء والصالحين على مر العصور . نطبقها بكل محبة وفخر.
تناول طعام الإفطار بصحبة الأيتام له الأثر
الكبير في مشاعرنا، و وخز في قلوبنا،
وإثارة في عقولنا، ورعشة في أجسادنا ؛تجعل
شعورنا مختلط ، بين تلمس رحمات رمضان، وبركات الإفطار مع الأيتام، ومصافحة الأيادي
الطاهر التي حملت هم الأيتام، وسهرت على راحتهم، وقدمت لهم كل مستطاع ؛ لتدخل على
قلوبهم الفرحة وتشعرهم بالحنان ،وتنسِهِم بؤس الفقر والحرمان، تعيش معهم يومهم
بالتكافل والرعاية والخدمة والتعلم والتلطف ولين الكلام.
ما أروعه من مشهد ! وما أعظمه من حدث ! و
أنت ترى هذه الجموع الطيبة من أهل الخير. تصطف صفوف لتقدم ما جادت به أنفسهم وطاب
به خاطرهم، وارتاح له ضميرهم . كل على قدر استطاعته.
في هذا المشهد تجد من التنوع الكثير، حيث
كان وجهاء العشائر وكبار السن يتقدمون المشهد بكل فخر و إيمان. رغم كثرت أمراضهم
وضعف أجسادهم وحاجتهم للراحة وأنواع محدده من المأكولات. إلا أنهم أبو إلا قبول
الدعوة ومشاركة الأيتام حياتهم ولو لدقائق معدودة.
وكذلك أهل الخير والفضل من التجار والميسورون
كانت أيدهم تقدم بدون تردد، طالبة القبول والمغفرة. كذلك كان أهل هذه البلد
و آخرين من البلدات المجاورة ، ومن مؤسسات المجتمع المحلي ،وأهل الخير باختلاف
أعمارهم ومواقعهم وقناعاتهم السياسية يتوافدون ؛ لكي ليحظوا بهذا الأجر وذلك
المغنم بالعيش ولو لدقائق والنظر ولو لِلحظات في وجه من حرِموا حنان الآباء
والأمهات.
هؤلاء الأيتام. يعيشون أيام لها أول وليس
لها أخر من الشعور بالحرمان والألم. و كلمات لا تعرفها شفاههم ونغمة حرف ترابطها
مستحيل في حناجرهم. لا ترتاح أذانهم عند سماعها من غيرهم. فتقطر أعينهم العبارات
عند سماعه من غيرهم في الأعياد والمناسبات. نعم .نسمعها من أبنائنا مرات
كثيرة في اليوم بسبب وبدون سبب (بابا أو ماما...) و لكنهم لا ينطقونها ولا
احد يسمعها منهم وكأنه قضي أن لا تلقيا بعد اليوم.
لا يعرف قيمة هذه الكلمات ومدلولها، و هذا
الجرس الخارج من حناجر مشبعة بالألم والحرمان. إلا من لان قلبه، ورقت مشاعره،
واستقامت أفكاره ،وترفع عن حب نفسه وذاته، والتفت إلى من حوله من الأيتام والأرامل
والفقراء، وجعل من خدمتهم وتقديم المساعدة لهم مدخل من مداخل تزكية النفس وتربيتها
على الإحساس بالآخرين.
حظيَ على خير كثير كل من حضر هذا الإفطار من
طيب اللقاء ومصافحة الأصدقاء وأهل الفضل. دفئ المشاعر بمجالسة من يعشون مرارة
الحرمان وبالنظر إلى وجوههم والاطمئنان على حالهم. والأجر العظيم بإذن الله من
مالك السموات و الأرض.
فات البعض هذا المشهد والخير والبركة
والرحمة التي كانت تلف المكان ولكن بإمكانهم استدراك ذلك بزيارة الجمعية والتبرع
لها والاطمئنان على حال الأيتام والعيش بجوارهم لحظات من الحب والأمل.
جزا الله خيرا من أسس هذه الجمعية من أهل
الفضل والتقوى، من قضى منهم نحبه ومن ينتظر. وجعلها في ميزان حسناتهم يوم لا ينفع
مال ولا بنون.
جزا الله خيرا كل من حضر وتبرع بما طابت به
نفسه. و ارتاح له ضميره على هذا الحضور و هذا التبرع الكريم.
جزا الله خيرا العاملين الصابرين على ضيق
الحال وتأخير الرواتب. في هذا الصرح الشامخ وهذه المؤسسة الرائدة في رعاية
الأيتام.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا) وَأَشَارَ
بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا (رواه البخاري) .
أ. عمار أبو زنيد
أبو حذيفة
15/7/2013