الأحد، 23 يونيو 2013

نضوج الثمار وحرارة الصيف



 نضوج الثمار وحرارة الصيف

تمر الثمار في مراحل كثير قبل الوصول إلى مرحلة النضوج , ولكل مرحلة فترتها الزمنية وظروفِها ومخرجاتِها. تستلم من سابقتها  وتهيء  للتي بعدها.

ترتيب هذه الفترات وتدرجها وتزاوجها مع بعضها البعض؛ ينتج ثمار جميلة الشكل لذيذة الطعم طويل العمر كثيرة العدد. تشعر بالراحة اذا نظرت إليها و تشكر الله على ما حوته من طعم ولذة تسعد الروح وتغذي الجسد .



ولعل التعجل والعبث واستباق المراحل، يجعل منها ثمرة مشوهه و يحدث بها عيوب تنقصها شيء من جمالها و طعمها وتحولها عن اصلها؛ فتجدها كبيرة الحجم جميلة المنظر كثيرة الثمر، لكن لا تجد لذة طعمها الأصيل ولا حلوة مذاقها العذب ولونها الرشيق.

هذا النضوج يحتاج إلى تدخل البيئة المحيطة. لتكتمل مراحله ولعل أهمها التي تسبق النضوج بفترة قصير حيث تكون الثمار في أوج حموضتها وهي تحتاج إلى درجة حرارة عالية وشمس ساطعة تلهب أطرافها، وتجفف الماء في عروقها، وتحصر عصارتها في ثمراها .

فلك أن تتخيل كيف يتحول الحصرم إلى سكر فإذا ذقته قبل أيام لا تطيقه وتشمئز منه كل اشمئزاز لمرارة مذاقة وصلابته . أما إن تركته لحراة تموز تلهب أطرافه وتغلي المياه في عروقه " في تموز بتغلي الميه في الكوز" فستجد ثمار سهلت القطع طيبة الطعم لذيذة المذاق جميلة الشكل رائحتها ترحب عن بعد امتار. 

العجب ممن يريدون ثمار ناضجة لذيذة الطعم كبيرة الحجم وافرة الثمر دون تعرضها للحراة العالية ودون أن تغلي بين ألسنة اللهب وقلت الماء وقسوة الهواء وضيق الحال.
وبعد ذلك هل تتحول الثمار إلى مربا دون أن تعصر عصر جيدا بين طبقات الصخور وأقدام الفلاحين ،ثم تصفى تصفية جيدة وتنقى من الشوائب ، ثم توضع على النار الساعات الطويلة لتغلي غلي الحميم.

فاذا اخذ النار حاجتها من هذه الثمار نتج لدينا المربى اللذيذ طويل العمر يقاوم كل أنواع العفن والتحلل .أما اذا أنزلته قبل انتهاء الفترة المحدود للغلي. لا يمكن أن تحصل على مربى طويل العمر لذيذ الطعم.

هذه هي الحياة وهؤلاء هم من يعمرون في الأرض ويصلحونها. لا يمكنهم أن يصلو إلى هذه الغاية إلا بعد العصر والتصفية ثم الغلي الكافي بين السنت اللهب. لينتج بعدها ما تسر به العين و يرتاح له الخاطر و يذهب الحزن.

أ.عمار ابوزنيد
ابو حذيفة
23/6/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق