أسماء
الصديق وأسماء البلتاجي
عهد التاريخ الكثير
من النساء صاحبات الهمة العالية و التي ضربنا أروع الأمثلة ورسمن أجمل صورة وتكلمن
بأفصح لغة وضحين بأنفسهن في سبيل الله؛ ليحملن هم الأمة و يدافعن عن الحق بكل صلابة
وتضحية. ويَجدن بأرواحهن في سبيل الله غير آبهات بكل ما تتعلق به النساء من متاع
الحياة الدنيا وزينتها.
أسماء بنت الصديق
حافظت سر الرسول صلى الله عليه وسلم المؤتمنة على خير ولد ادم في هجرته . حيث كانت
الوحيدة التي تعرف المكان وتحتفظ بالسر وتسير على جمر الصحراء والرمال تلفح وجهها
والليل يسدل ظلامه والقمر ينشر نورها ليضيء لها مكان خطاه وهي تحمل الطعام والماء
على رأسها لتوصله إلى اثنين الله ثالثهما .
من ضيق الحال وقلت
الأدوات لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم ما يربط به طعامه وماءه
فشقت نطاقها نصفين .فكانت صاحبة لقب ذات النطاقين هذا اللقب الذي يرتبط
بالهجرة النبوية وما تبعها من قيام دولة الإسلام في المدينة المنورة .فكان لنطاقها
شرف عظيم ومكانه عالية في إنشاء دولة الإسلام.
في الوقت الذي كان
الرسول صلى الله عليه وسلم يختبئ خوفا من ظلم الأعراب و يتنقل من مكان لأخر ليلا
وسرا ؛لينجو بسفينة الإسلام. كانت الأعراب تتمتع وتشرب الخمر وترقص في أحضان الغانيات
يلهون ويتمتعون. كان يفرقهم كل شيء ولا يجتمعون إلا على عداوة الإسلام وإذلال أهله
والنيل منهم، والتاريخ شاهد والقرآن ناطق والسيرة مليئة بما كانون يفعلون. الرسول
لا يجد ما يحزم به طعامه ويختبئ في غار ثور وهم يعلنون عن الجوائز الكبير لمن يأتي
به حيا أو ميتا .
حال الجاهلية
لم يغير منذ قرن ونصف من الزمان من معاداة الإسلام والنيل من أهله
.والأحداث تتوالى والتاريخ يعيد نفسه وان تغيرت أسماء الأشخاص وأماكنهم .لم يتغير
حقدهم الموروث وطباعهم السيئة و خصالهم الذميمة. فهم يتربصون الفرص ويحيكون
المؤامرات ويستعينون بالأعداء لعلهم بجهلهم يطفئوا نور الله بأفواههم.
أسماء هذا العصر
التي سطرت أروع الأمثلة وكتبت اسمها بمداد من دمها في ذاكرة التاريخ والإنسانية.
ارتقت شهيدة على يد الانقلابين ؛ لترسم معالم الطريق للأجيال وتنير مصباح العزة في
زمن الذل ،وتنشر روح المقاومة في زمن التطبيع ،وتصرخ بأعلى صوتها لعلها توقظ
ضمائر الأعراب وتجد في ضمائرهم مكان يذكرهم بأخلاق الرجال، و عزة الإسلام واجبهم
نحو الدفاع عن أهل الحق ،وعدم دعم الانقلابين بهذا السخاء. ولعل دماء أسماء توقظ
ضمائر علماء السلاطين الذين يفتون بكل وقاحة وتجرؤ فيحللون قتل المسلمين العزل في
الميادين العامة أمام شاشات بكل صلف و وحشية.
أسماء هذه دماء لها
بالغ الأثر فيمن بعدك ،فهي أبكت العيون دما ،وألهبت المشاعر جمرا، ومزقت القلوب
أشلاء ،وزادت على العزيمة عزيمة ،وعلى الإصرار إصرار، وأثبتت واقعية المنهج ووضوح
الفكر وصدق من اتبعوه ، فهم يجودون بأبنائهم قبل غيرهم كما يجودون بأنفسهم قبل ذلك
وبعده في سبيل الله.
أسماء. كم فرحنا، و
أنت تزفين شهيدة إلى جنات الخلد ؛لتلقى الأحبة محمد وصحبه. لتعانقي أسماء الأولى
التي سميتي على اسمها وتطوفان في جنات الخلد بصحبة الصالحين والصالحات. هذه الفرحة
بالشهادة لا يعرفها إلا من دعا الله مع إشراق كل شمس مبتهلا أن ينالها مقبل غير
مدبر. كانت الشهادة عظيمة. وكنا نتمنها اكبر لو قدر لوالدك أن يلقي عليك نظرة
الوداع ويصلى عليك إماما بالمسلمين. لكن يد الغدر والانقلاب حالت دون ذلك.
أسماء .دماؤك أبكت
العجم قبل العرب فهذا رئيس الوزراء التركي اردغان يذرف الدموع على الهواء مباشرة
وهو يقرأ رسالة أبوك البطل الصنديد صاحب الكلمة الصادقة والهمة العالية العزيمة
الجبارة الحجة القوية. فكيف حالنا نحن من كتبت رسالته بحروف لغتنا وسمعت صوتها
آذاننا ووعيها عقلنا. فباتت تسير في عروقنا نار و في قلوبنا جرحا........... والله
المستعان.
أ.عمار أبو زنيد
أبو حذيفة
25/8/2013